عندما يتحدث اليراع عن أ.د. طاهر تونسي كطبيب للأطفال فإن القلم ليحار من أين يبدأ أو كيف يصف، إن مشوار أ.د. طاهر تونسي في طب الأطفال مشوار رجل حفر طريقه بين الصخور بصلابة وقسوة حتى وصل إلى ما وصل إليه ، عرفته في البداية تلميذاً متميزاً بين يدي والدي صلاح عبدالرحمن طه رحمه الله ، وهو من هو في طب الأطفال، تربع على كرسي طب الأطفال بالسودان حتى شاء الله له أن يدرس طب الأطفال بجامعة الملك سعود الذي كان أ.د. تونسي تلميذا فيها ، ثم عمل د.طاهر تونسي معيداً بعد تخرجه ثم نال من الشهادات والأوسمة والدروع وشهادات التقدير ما جعله في مقدمة هذا العلم وترقى د.طاهر تونسي إلى وظيفة أستاذ مشارك ثم عين أستاذاً دكتوراً بجامعة الملك عبدالعزيز. وكان طلاب طب الأطفال في العالم العربي والإسلامي عام 2008م على موعد مع التاريخ فقد أصدر الأستاذ الدكتور كتابه باللغة الانجليزية في طب الأطفال وقد وضع في طبعته الأولى خلاصة خبرته وكتبه بأسلوب أدبي رصين وقد رأى الجميع حفاوة المجتمع الطبي اقليمياً وعالمياً حيث قرظ الكتاب عدد من أطباء طب الأطفال في العالم أهمهم وأشهرهم أ.د. هال جنسون ، هناك فرق بين استعمال التكنولوجيا واستيرادها في الأمم الناهضة وأن تقوم بصناعة التكنولوجيا والمنهج العلمي الحديث بنفسها وانني اعتقد أن كتاب الدكتور طاهر تونسي هو بداية عهد علمي عظيم في العالم العربي فلا أعتقد أن كتاب الدكتور إلا الشرارة التي تنطلق ولا تلبث أن تهز كل جامعة عربية لإنتاج التكنولوجيا والعلم التجريبي الحديث. ونفدت الطبعة الأولى فقام الدكتور التونسي بإصدار الطبعة الثانية في أربعة آلاف نسخة مضيفاً فيها الكثير من الصور الايضاحية اضافة إلى فصلين وتوالت النجاحات حتى غدا الكتاب مهوى قلوب طلاب الطب في دول الخليج دون استثناء متميزاً بوضوح الفكرة وجمال الأسلوب والتفاعل مع أمراض المجتمع في دول الخليج خاصة. وها نحن اليوم مع موعد مع النجاح الكبير إذ يصدر الكاتب الطبعة الثالثة بعد أن راجعه الدكتور جيمس براون ، أضاف للطبعة عدة فصول منها: أمراض السرطان عند الأطفال وطب الطوارىء لدى الأطفال بعد أن كان محتوى البابين موجوداً ولكن تحت عناوين أخرى ، وتفاعلا مع الثورة الطبية الهائلة في علم الأجنة فقد افرد المؤلف بابا تناول فيه المفاهيم الأساسية لهذا العلم وضرب بعد ذلك الأمثلة بعديد من الأمراض الصبغية والجينية. وتضاعف حجم الكتاب بعد أن أصبح الكتاب الأول في منطقة الشرق الأوسط، لا أريد أن أقول إن هذا الانجاز لاسم الدكتور طاهر تونسي بل هو انجاز سعودي ذو أبعاد إنسانية أن يصل الكتاب إلى مستوى ينافس كثيراً من المؤلفات الأوروبية والأمريكية في المضمار. أشكر لسعادة الدكتور إهداءه نسخة لي من هذا الاصدار وأتمنى له التوفيق منتظراً بفارغ الصبر أن يصبح الكتاب هو المرجع الأول لطب الأطفال لطلاب الطب في الجامعات العربية كما أتوجه له بخالص التقدير لهذا الجهد الذي تعجز مؤسسات علمية كبيرة عن القيام به.