مازلنا نعيش على وقع التخبطات والتقلبات التي يمر بها المنتخب السعودي في الوقت الحاضر , فمنتخبنا والذي كان يضرب له ألف حساب في أي بطولة يشارك فيها , بات صيدا سهلا للكثير من المنتخبات التي تقل عنه تاريخيا وفنيا وماديا , وربما تكون خسارة المنتخب الأخيرة أمام المنتخب السوري واحدة من تلك المباريات التي تبين حجم التدهور الذي أصاب عملاق آسيا , ولا استنقص هنا من المنتخب السوري الشقيق والذي قدم مباراة كبيرة واستحق عليها الفوز بدون ادنى شك , ولكني أتحدث عن الهيبة المفقودة للصقور الخضر والتي أدخلت المنتخب في دوامة لم يخرج منها حتى الآن , وحتى أكون منصفا فالدولة قدمت الغالي والنفيس في سبيل تطوير كرة القدم في بلادنا , ووفرت الكثير من الإمكانيات والتي لا تتوافر لدى الكثير من الاتحادات الرياضية في العالم , وهيئة المحترفين أيضا ورغم حداثة عهدها ساهمت بشكل ملحوظ في تطوير كرة القدم في المملكة , ولكن المشكلة الحقيقية في لاعبي المملكة أنهم لا يفهمون أصلا ما هو معنى الاحتراف , فالاحتراف في نظر اللاعب السعودي هو وسيلة لكسب المال تمنحه الحق في عدم حضور التدريبات ومناقشة المدرب فيما لا يخصه وتعطيه كافة الصلاحيات في السهر وإضاعة الوقت وإن تجرأ المدرب على منع اللاعب من ما يراه حقا له هدد بالانتقال حتى يجدد له النادي ويكسب المزيد من المال ويشترط على الإدارة طرد المدرب والتعاقد مع ( إمعة ) يستطيع من خلالها القيام بما يحلو له دون حسيب أو رقيب , هذا للأسف حال لاعبي المملكة في بعض الأندية. ولكن ماذا عن المنتخب السعودي ؟ ماذا عن الروح والرغبة التي من المفترض أن تكون داخل كل لاعب يتشرف بتمثيل منتخب بلاده , لا اشك أبدا في حجم الموهبة التي يمتلكها لاعبو المنتخب , ولكن عندما ترى لاعبا يتحدث عن رغبته في السفر للتنزه وهو مقبل على مباراة مهمة للمنتخب وعندما ترى لاعبا آخرا يتفاخر بما يملك من سيارات ضاربا بالمنتخب عرض الحائط , وعندما تتحول لعبة جماعية مثل كرة القدم إلى لعبة فردية يهدف فيها كل شخص إلى اللعب بمفرده حتى ينسب الانتصار إليه فسنعلم بعدها أن مشكلة اللاعبين ليست متعلقة في الموهبة , هي مشكلة روح ورغبة في تشريف الوطن يجب أن تزرع في قلب كل لاعب , يجب على كل لاعب أن يعلم بأن سمعة الوطن ورقي اسمه مرتبطة بما سيقدمونه بقميص المنتخب , وقتها فعلا قد يعود منتخبنا إلى سابق عهده , لأن الموهبة بلا روح لا قيمة لها . والله من وراء القصد [email protected]