كثيراً ما جددت المملكة دعوتها إلى المجتمع الدولي للقيام بواجبه في حماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة الإسرائيلية والعمل من أجل سلام شامل وعادل وهذه الدعوة تكتسب قوتها اليوم مع التطورات الجارية الآن إذ إن التصعيد الإسرائيلي في غزة ليس أكثر من تمهيد لحرب جديدة تشنها إسرائيل على هذا القطاع في وقت لا تخفي فيه إسرائيل مثل هذه النوايا المبيتة والمعدة لاشعال المنطقة من جديد .. وبالطبع فإن إسرائيل مستعدة لخلق التبريرات لشن عدوانها التي بدأت تلوح به علناً. ويأتي هذا التلويح بالحرب من جديد بعد أن شعرت إسرائيل بأن القضية الفلسطينية بدأت تكتسب بعداً جديداً من خلال سلسلة اعترافات بالدولة الفلسطينية حتى حدود عام 67 من دول أمريكا اللاتينية ، وهو اعتراف أصاب المسؤولين الإسرائيليين بالقلق ، كما آثار عاصفة من الخلافات داخل القيادات الإسرائيلية بشأن سياسة الاستيطان. وقطعاً فإن إسرائيل تخطط للهجوم على غزة لخلق واقع جديد تتهرب به من دائرة الحصار التي أصبحت تحيط بها من خلال الاعترافات المتسارعة والمتواصلة بالدولة الفلسطينية. وليس بخاف ان إسرائيل تستغل أيضاً الخلاف الفلسطيني الفلسطيني للتلويح بهذه الحرب الجديدة ظناً منها أنها قد تدفع الفلسطينيين أو الأطراف العربية إلى تقديم تنازلات من أجل مفاوضات جديدة. ولكن الموقف الفلسطيني المدعوم عربياً موقف واضح أنه لا تفاوض في ظل سياسة الاستيطان .. وهو موقف لا مساومة فيه. ولكن مع هذا التلويح الإسرائيلي بالحرب مجدداً على غزة فإن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لوقف مخطط كهذا ولحماية الشعب الفلسطيني من عدوان بدأ يقترب من واقع تهديدات الإسرائيليين ، ودعوة المجتمع الدولي للقيام بدوره كما ذكرنا دعوة جددتها وتجددها المملكة دائماً من أجل احلال سلام شامل وعادل في المنطقة ومن أجل إبعاد شبح الحروب التي تأذت منها المنطقة كثيراً .. فهلا يستجيب المجتمع الدولي هذه المرة ؟.