قفزت العقود الآجلة لخام مزيج برنت إلى أعلى مستوى لها في 26 شهرا في التعاملات الآسيوية اليوم مدعومة بموجة من البرد القارس في الولاياتالمتحدة وأوروبا، كما عزز الأسعار تراجع مخزونات النفط الأميركية. فسجل الخام الأوروبي بالتعاملات الآسيوية للعقود تسليم فبراير المقبل مستوى 94.63 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2008. ويرجع الصعود الحاد لبرنت إلى موجة البرد الشديدة التي تشهدها القارة الأوروبية ومن المتوقع استمرار تساقط الثلوج خلال الأسبوع المقبل وبقاء درجات الحرارة دون الصفر. وكان الخام الأميركي الخفيف قد أنهى تعاملات أمس في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) عند مستوى91.63 دولارا للبرميل وهو الأعلى في 26 شهرا. وبذلك تكون أسعار النفط ارتفعت أكثر من 20% خلال ثلاثة شهور فقط. وتتجه الأنظار في ظل ارتفاع أسعار الخام إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لزيادة إنتاجها بهدف تهدئة الأسعار. غير أن دولتين في أوبك أشادتا أمس بالأسعار الحالية للنفط معتبرتين أنها عادلة، وهو ما قد يقلل الآمال بتوجه المنظمة لزيادة إنتاجها. فعبر رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكرى غانم عن قناعته بأن مائة دولار للبرميل ستكون سعراً عادلاً لبرميل النفط في الوقت الراهن. وأوضح من القاهرة أن أسعار النفط الحالية تعكس الوضع بالسوق التي تحظى بتوازن جيد. من جانبه قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الصباح إن سعرا بين 85 وتسعين دولارا للبرميل هو سعر عادل، وأضاف أنه لا نية لأوبك في الوقت الحالي لزيادة الإنتاج جراء الارتفاع الأخير لأسعار الخام. وجاءت تصريحات المسؤولين العربيين مع توافد وزراء النفط في منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) إلى القاهرة لعقد اجتماع غدا السبت. وينتظر أن يبحث الاجتماع قضايا عدة أبرزها مستويات الأسعار وتأثيراتها على تدفق الاستثمارات في مجال التنقيب. ومن غير المتوقع أن يصدر عن الاجتماع أي قرار رسمي بشأن مستويات الإنتاج بعدما قررت أوبك في وقت سابق هذا الشهر عدم تغيير حصص الإنتاج.