انطلقت في الآونة الأخيرة موجات من الغضب ووصلت إلى حد الشتائم والقذف والتطاول بين الفنانين والفنانات. ووصف البعض هذه الأساليب (بالقذرة) وأرجعوها إلى الغيرة الفنية أو الحقد والحسد الذي يأكل القلوب. ويرفض فنانون سعوديون مبدأ الهجوم والتطاول والتشهير ونقل الإشاعات والفبركة. وتحدث الشاعر الكبير ابراهيم خفاجي قائلاً عندما يهاجم فنان زميله فمعنى ذلك أن هناك نقص وقصور لدى الطرف الأول يحتاج أن يعالج نفسه إضافة إلى محاولة زيادة جرعة الوعي لديه بالثقافة لأنه لو كان واعياً مثقفاً لما انجرف وراء تلك الترهات. والفنان هو عطاء وبدلاً من أن اهاجمه بما لايليق من قول اهاجم بعمل أفضل وأقوى يترك بصمة في مسيرتي الفنية تجعله حديث الناس بدلاً من أن اترك في ذاكرة القارئ بصمة من الهجوم الذي ينم عن ضعف صاحبه. ومن ناحيتي فإنني بعيد كل البعد عن هذه المساحة الهشة فليس من طبعي أن أهاجم أحداًً وإن حدث وهاجمني احد فلا ألقي له أي بال أو اهتمام، ومن هذا المنطلق يأتي الدور الكبير على الصحفي الفني فليس كل ما يقال يجب أن يكتب فما ذنب القارئ وأعتقد أن الصحفي الفني أو الرياضي يجب أن يكون له مرجع محدد حتى تتم محاسبته إذا حاول أن يشعل فتيل الهوة بين طرفي الفنانين أو الرياضيين أو ساهم فيها بأساليب الإثارة غير المستحبة. غيرة فنية ويرى الشاعر ياسين سمكري أن من أبرز العلاقات الفنية سمة التواصل والمحبة والغيرة الفنية، وهذا ما عرفناه وتربينا عليه في مجتمعنا الفني من أخوة وصداقة حتى إن حصل اختلاف فإنه لايتعدى اختلافاً في الرأي ولا للخلاف والتعصب لطرف على آخر بل نسعى دوماً للتصالح، أما الغيرة الفنية فهي أمر ضروري في أن أجود في أعمالي غيرة من عمل غيري لأصل للدرجة المطلوبة من تقوية أعمالي لا أن اغير من عمل زميلي بالهجوم عليه والتقليل من شأن عمله، ويمكن أن أنتقد عمله فنياً إذا طلب مني وعلى كلينا أن لايغضب من الرؤية الفنية للعمل أو حتى طرح العمل بمناظرة فنية بحتة أما التطاول على شخصية الفنان فهذا أمر مرفوض البتة. ولم يحدث أن تعرضت لمثل ذلك الأمر ولم يحدث أن طلب مني أن أدلي برأيي الشخصي في فنان وليس في عمله ولو طلب مني فتأكد أنني سأنهي ذلك الحوار في حينه. أحاديث المجالس أما الفنان حسن عبدالله أكد أنه ليس بالضرورة أن يكون الفنان قد تحدث في تصريح صحفي برأيه تجاه فنان آخر ولكن قد سمعه الصحفي في حديث مجالس من الفنان أو نقل إليه ويكون هذا الصحفي محباً للفنان الآخر فنقل الأمر عبر الصحافة ونسي أو تناسى أن أحاديث المجالس (أمانات) ولايجب أن يؤخذ بها لأن المجالس فيها من الأحاديث ما بين أناس أطرافها قد يكونوا فنانين أو غيرهم وهي ليست موجهة للصحافة بأي حال من الأحوال وقد تكون صائبة أو لا تكون فلهذا ليس للصحفي الحق في أخذ ما ورد فيها أقول هذا قد يحدث ومن ناحيتي فإنني بعيد عن هذه الأجواء بكل صورها وتعابيرها ودليلي أنني احدثك وأنا على السرير الأبيض وقد أحاطوني زملائي الفنانين بكل الحب من جدة ومكة المكرمة والطائف وكل مناطق المملكة الحبيبة ومن أول لحظة وجدت السؤال المتواصل من فنان العرب محمد عبده والشاعر ابراهيم خفاجي والموسيقار طارق عبدالحكيم والفنان جميل محمود والشاعر ياسين سمكري وهذا على سبيل المثال وكل الشكر لكل من سأل عني من فنانين وصحفيين من كافة الصحف المحلية. كل هذا الحب يدل على ماذا؟ اعتقد أننا نعيش في هذه البلاد التي علمتنا الحب وخاصة في مجالسنا كفنانين وإعلاميين. التشهير.. ممنوع ويعتقد الفنان عمر العطاس رئيس فرقة أبو سراج الشعبية أن هذا الأمر غير موجود فليس بمقدور أي شخص أن يتهجم على آخر لأنه يدرك تماماً أن هناك قضية سترفع عليه فالأمر له ضوابطه قد أنتقد عمله أما التشهير أو وصفه بصفة غير سوية فهذا لن يكون. ودعني أضع تصوراً من خيالي قد يكون حقيقة وهي فبركة فنية بين فنانين للفت النظر حول أحدهما فيقول أحدهما ويرد الآخر وهكذا وبهذا يظل اسميهما في الذاكرة لدى القارئ واعتقد أن مثل هذه الأساليب لا يفضح أمرها. واتذكر هنا ما أشيع أننا في الفرقة لانعطي الحقوق المالية كاملة لأعضاء الفرقة وكانت (الندوة) السباقة لكشف الحقيقة بالرجوع إلى الفرقة والوقوف على الحقيقة وكشفها كاملة للقارئ. وهذا الدور الحقيقي للصحافة في كشف الحقيقة بأسلوب صحيح وسليم لا انجراف وراء الاشاعات والذهاب بها بعيداً عن الحقيقة.