الذين تحدثوا ويتحدثون عن حرب وشيكة بين الكوريتين (كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية) ربما يفوت عليهم بعض الحقائق. نعم يجب أن تدرك أن هناك حساسية بين الجانبين ووضع قابل للالتهاب ولكن الدخول في حرب لا تسنده أي معطيات. إذ إن الدخول في حرب لا يعني اقتصارها على الكوريتين ولا يعني أن آثارها ستكون محدودة هذه المرة ، فمن وراء كوريا الجنوبية الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان ، ومن وراء كوريا الشمالية الصين ، وإذا كانت كوريا الشمالية لا تخفي تهديدها بالسلاح النووي ، فهو تهديد لا يخرج عن هذا الاطار لأن الاستعدادات النووية من الجانب الآخر ايضاً مدمرة. إذن وجود العامل النووي رغم خطورته فهو مبرر لتحكيم العقل وليس التهور .. لأن أي حرب لن تكون نزهة .. بل دمار يعادل دمار الحرب العالمية الثانية الذي اكتوت بناره اليابان في قنبلتي هيروشيما وناجازاكي. ومما يبعد شبح الحرب أن كوريا الجنوبية تعاملت بهدوء مع حادثة قصف الجيش الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية رغم أن سول وضعت جيشها في حالة تأهب قصوى. والمناورات الكورية الجنوبية الأمريكية عامل آخر لاستبعاد شبح الحرب رغم أن الشمالية وصفتها بأنها استفزاز كما أن الصين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية لا ترغب في مواجهة مع الولاياتالمتحدة وحلفائها إذ إن هناك خطوط التقاء كثيرة بين الصين وأمريكا لا يريد أحد أن يفسدها في الوقت الراهن.