كانت المملكة ولازالت من أكثر الداعين إلى محاربة دولية للإرهاب وموقف دولي موحد من الإرهاب من خلال تعريف محدد للإرهاب وتنسيق وتشاور دولي كبير إذ يصعب على أي دولة محاربة الإرهاب بمفردها مهما أوتيت من قوة. وقد قطعت المملكة شوطاً في هذا الاتجاه من خلال توقيع الاتفاقية الخليجية لمكافحة الإرهاب ومن خلال توسيع اطار الحرب على الإرهاب بتوقيع الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ودعت المملكة من خلال ملتقيات استضافتها في أراضيها للمضي قدماً في محاربة هذه الظاهرة من خلال انشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب. ولكن رغم المخاطر الماثلة فإن تحرك المجتمع الدولي ليس كافياً ولكن في النجاح الدولي الذي تحقق أخيراً بكشف الطرود الملغومة فإن في ذلك ما يشجع إلى تعاون دولي واتخاذ موقف يدعو إلى تنسيق وتعاون كبيرين لمحاصرة هذه الظاهرة عالمياً. ورغم أن هناك بعض الدول نجحت على المستوى الفردي في تحقيق انجازات هائلة في مكافحة الإرهاب وتجربة المملكة يمكن أن تكون أنموذجاً يحتذى الا أن الإرهاب الذي أصبح يدار من خلال شبكات سرية ومن دول عدة يتطلب موقفاً دولياً نشطاً تتعاون فيه الدول جميعاً حيث انه ومن خلال هذا التعاون يمكن انجاز ما تعجز دولة واحدة بمفردها من انجازه. وبما أن الإرهاب بدأ يأخذ أشكالاً جديدة ويشكل تهديداً جدياً ، فإن ما كانت تدعو إليه المملكة منذ وقت مبكر بات الآن أكثر ضرورة حتى لا يفاجأ العالم اليوم بأساليب إرهابية أكثر تطوراً.