فالمطلوب من الحاج أن يكون سلما على نفسه، سلما على غيره، من انسان وحيوان، وطير ونبات، ولا ينالهم منه اذى، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم واعراضهم وحرمة المسلم عند الله عظيمة، وظلمه معصية كبيرة، والظلم عاقبته وخيمة. قال الله تعالى : (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا). | سادساً : يجب على الحاج وغيره ان يعلم ان الدعوة الى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لكل مسلم بالحكمة والموعظة الحسنة، من اعظم واجبات الدين، وبها قوامه وحفظه بين المسلمين، قال الله تعالى : (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). وقال تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) وقال تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم). وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال : (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم). فعلي كل مسلم ان يعنى بهذا الامر تمام العناية، ولا يقصر فيه، كل بحسب استطاعته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان). | سابعاً : ينبغي على كل مسلم من الحجاج وغيرهم ان يهتم بأمور المسلمين في كل مكان، وايصال الخير اليهم، والدفاع عنهم، وتعليم جاهلهم حسب طاقته وعلمه، وان يعاون المجاهدين منهم الذين يجاهدون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ورد الكافرين والملحدين من اليهود وغيرهم من اصناف الكفرة عن ديار المسلمين والمقدسات الاسلامية، نصرة للحق، ودفاعاً عن أهله، وذوداً عن بلاد المسلمين، وحماية لها من الاعداء، ويكون ذلك باللسان والمال والنفس وسائر انواع المساعدات، قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) وقال صلى الله عليه وسلم : (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا) (متفق عليه) فلا يجوز للمسلمين ان يسلموا اخوانهم لعدوهم أو يسلموهم للجوع والعري والمرض وفتنة المنصرين والملحدين، يستغلون حاجتهم، وينفثون بينهم سمومهم واباطيلهم وهذا ما يجب ان يهتم به كل مسلم ويحرص عليه اشد الحرص كلما رأى ضعفاً من المسلمين، لأنهم كما قال الله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق). واسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى ان يوفقنا والحجاج وجميع المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، ولكل ما فيه نصر ديننا، وصلاح أمرنا، وسلامة بلادنا من مكائد اعدائنا، وان ينصر دينه، ويعلي كلمته، وان يوفق جميع ولاة امور المسلمين وحكامهم، للحكم بشريعة الله سبحانه، والزام الشعوب بها، لأنها سبيل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وان يوفق حكام هذه البلاد بصفة خاصة لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين، وان يزيدهم من كل خير وان يجزيهم بما قدموا للمسلمين عموماً ولحجاج بيت الله الحرام خصوصاً من مساعدات وتسهيلات أعظم الجزاء وافضله، وان يوفق حجاج بيته لأداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيه، حتى يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، وان يردهم الى بلادهم سالمين غانمين، اللهم آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والله من وراء القصد،،،