انطلقت أمس في العاصمة البريطانية لندن فعاليات أيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أوروبا في نسختها السابعة، والتي سبق أن اعتمدها وزراء الإعلام بدول المجلس وساهم سفراء دول المجلس في تنفيذها. وتشارك وزارة الثقافة والإعلام في هذه الفعاليات بوفد يرأسه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للاعلام الخارجي الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة . وتهدف هذه الفعاليات إلى بناء جسور التفاهم والحوار حيال عدد من القضايا التي ستطرح في هذه المناسبة من خلال ندوات ثقافية واقتصادية وإعلامية، كما ستعكس الندوات والحوارات التي ستنظم خلال الفعاليات رغبة دول المجلس وبريطانيا في عرض ما لدى كل جانب من أفكار ووجهات نظر بشأن عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتعتزم دول المجلس من خلال أوراق المشاركين عرض واقع الحركة الثقافية والاقتصادية والتنموية في دول المجلس. ونوه وكيل الوزارة للإعلام الخارجي، الدكتور عبدالعزيز بن سلمه بهذا النشاط الجماعي لدول المجلس الموجه إلى العالم الخارجي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأكد أن الهدف من إقامة هذه الحوارات بين نخبة من الشخصيات الاقتصادية والثقافية والفكرية من الجانبين توفير فرصة للمشاركين من دول المجلس وبريطانيا للتوصل إلى فهم مشترك لواقع التعاون بين دول المجلس وبريطانيا ولتعريف الجمهور البريطاني بما تشهده دول المجلس من حراك اقتصادي وثقافي في الوقت الحاضر. وأشار إلى أن هذه الفعاليات انطلقت بمشاركة معالي أمين عام مجلس التعاون عبد الرحمن بن حمد العطية، ومسؤولي الإعلام الخارجي بدول المجلس إلى جانب سفراء دول المجلس في لندن ومسؤولين من الحكومة والمؤسسات الاقتصادية والثقافية والفكرية في بريطانيا وغرفة التجارة العربية البريطانية. وتشتمل فعاليات أيام دول المجلس في بريطانيا ثلاثة محاور ضمن ثلاث ندوات، الأولى ندوة تقام في لانكاستر هاوس بعنوان “التعاون الاقتصادي والتجاري بين بريطانيا ودول مجلس التعاون”، وتتضمن جلستي عمل، يتناول الجزء الأول منها “العلاقات التجارية والاستثمار بين دول مجلس التعاون وبريطانيا”، والثاني يتناول قضايا “الطاقة”. وتتناول ندوة اليوم الثاني التي ستقام في شتم هاوس موضوع “تعزيز العلاقات القائمة بين دول مجلس التعاون وبريطانيا”، وتتضمن ثلاث جلسات الأولى حول “السياق التاريخي للعلاقات بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة”، و”العلاقات المعاصرة”، في حين تتناول الجلسة الثالثة “مواقف كل من دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة من القضايا الإقليمية”. وتتناول الندوة الثالثة موضوع “الدور التنموي للمرأة في دول مجلس التعاون”وتتضمن خمس جلسات الأولى “دور المرأة في التنمية المستدامة”، والثانية “المرأة والعمل والعائلة”، والثالثة “دور المرأة في صنع القرار”، والرابعة “دور المرأة في التربية والتعليم”، والخامسة “دور المرأة في المجتمعات المدنية”. وقال الدكتور ابن سلمه، ان وزارة الثقافة والإعلام قد استعدت لهذه المشاركة منذ وقت مبكرمن خلال التنسيق والاجتماعات مع مسئولي الإعلام الخارجي في دول المجلس وبالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس وتوفير كافة الإمكانيات المتاحة لإنجاح هذه الفعاليات، مشيراً الى ان وزارة الثقافة والإعلام، ستشارك بثلاث محاضرات ضمن محاور الفعاليات وسيلقي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل، رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل التجارية محاضرة ضمن محور “العلاقات التجارية والاستثمارية بين دول المجلس وبريطانيا” كما ستلقي الأستاذة هدى بنت عبدالرحمن الحليسي الأستاذة في كلية اللغات بجامعة الملك سعود بالرياض محاضرة ضمن محور ندوة “ تعزيز التفاهم بين دول المجلس والمملكة المتحدة” العلاقات المعاصرة، كما ستشارك الدكتورة تماضر بنت يوسف الرمّاح، الأستاذة في كلية العلوم بجامعة الملك سعود بالرياض في ندوة “ دور المرأة في التنمية بدول المجلس”. وبين وكيل الوزارة للإعلام الخارجي أن هناك مشاركات بالمقابل من الجانب البريطاني تتضمن مشاركة مسئولين وأكاديميين ومثقفين منهم وزير الدولة للشئون الاقتصادية في بريطانيا هنري يالينغهام ورئيس لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم ووزير الخارجية البريطاني السابق مالكوم ريفكند والدكتور نيل باترك، من معهد الخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية ورئيس الجمعية العمالية البريطانية رتشارد ميور والدكتورة داون تشاتي من جامعة أكسفورد. وأضاف الدكتور عبدالعزيز ابن سلمه أن الفعاليات ستتضمن إقامة معارض للمطبوعات وللصور والفن التشكيلي والخط العربي ونقش الحناء وصناعة الخوص والتي تعكس نماذج للتراث الخليجي الأصيل والحرف اليدوية القديمة في دول مجلس التعاون والنهضة التي تشهدها دول المجلس ومطبوعات عن سير العمل الخليجي وأهداف وإنجازات المجلس. وبين أن هذه المشاركة تأتي في إطار حرص الوزارة على تفعيل برامج الإعلام الخارجي في دول المجلس، منوهاً بالاهتمام والمتابعة التي تلقاها هذه المشاركة من قبل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام وتوجيههما ببذل كل ما يمكن لإنجاح هذا الجهد الخليجي المشترك في بريطانيا. وأشار الى أنه إلى جانب المحاضرات والندوات سيقوم الوفد السعودي مع نظرائه الخليجيين بإجراء عدد من اللقاءات مع ممثلي المؤسسات الإعلامية البريطانية كما سيتم إقامة معرض مشترك للكتب والمطبوعات لدول المجلس لإطلاع الجمهور البريطاني على نماذج من إصدارات دول مجلس التعاون الإعلامية والثقافية. وشدد ابن سلمه على أهمية العمل الإعلامي الخليجي المشترك من خلال السعي لتجاوز النظرة التقليدية للإعلام، وتبني مشروعات تسهم في توضيح واقع المسيرة الإعلامية المشتركة لمجلس التعاون، وأن هذه الفعاليات الخليجية في أوروبا امتداد لمشاريع إعلامية قادمة تشمل العديد من قارات العالم. وعبر الدكتور ابن سلمه عن شكر وتقدير وزارة الثقافة والإعلام لسفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة ممثلة في صاحب السمو الملكي الاميرمحمد بن نواف بن عبدالعزيز على ما بذلته من جهود في إطار التنسيق والاستعداد لهذه الفعاليات بالتعاون مع دولة الرئاسة للدورة الحالية وبقية دول المجلس. وكانت الانطلاقة الأولى للفعاليات من العاصمة الفرنسية باريس عام 2004 وشهدت بروكسل محطتها الثانية عام 2005 ثم انتقلت في محطتها الثالثة إلى برلين عام 2006وإلى هولندا عام 2007 في محطتها الرابعة وكانت مدريد هي الحاضنة لهذه الفعاليات في محطتها الخامسة العام 2008 وروما 2009.