الزيارة التي سيقوم بها فخامة الرئيس السوري بشار الأسد اليوم إلى المملكة والقمة التي سيعقدها مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تأتي على قدر كبير من الأهمية نظراً لما ينتظر لها من نتائج على طريق تعزيز العلاقات الاخوية المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين ونظراً للتطورات الاقليمية المحيطة والذي يمثل التشاور والتنسيق بين البلدين والقيادتين خطوة مهمة في سبيل التعامل معها ومعالجتها. فعلى صعيد العلاقات الثنائية فانها تتميز في الأساس بأنها علاقات نموذجية وزادها قوة وتمتيناً الزيارات المتبادلة على كافة المستويات ، ولقد زار خادم الحرمين الشريفين سوريا أكثر من مرة وزيارات المسؤولين لم تتوقف في تأكيد دائم ومستمر على أن العلاقات الثنائية في أفضل أحوالها وقابلة للاستمرار والتطور إلى ما هو أحسن ، وهذه الزيارة الكريمة أحد الشواهد على تطورها المستمر. كما أن الزيارة تأتي وهناك قضايا اقليمية ساخنة تحتاج بالفعل إلى تشاور وتنسيق .. فالوضع في لبنان يبعث على القلق وللقيادتين دور مؤثر وفاعل من أجل الاستقرار في لبنان. وقد كان للزيارة التي قام بها المليك المفدى والرئيس السوري سوياً إلى لبنان مؤخراً الأثر الواضح في استعادة الاستقرار بعد أن ساد الساحة اللبنانية شد وتجاذب سياسي اقترب بلبنان من حافة الانفجار .. واليوم تنعقد هذه القمة بين القيادتين والوضع في لبنان يحتاج إلى معالجة حكيمة هما الاقدر عليها بعون الله وتوفيقه. واضافة إلى الوضع الحساس في لبنان فهناك الوضع الذي يدعو للقلق أيضاً في العراق بعد تأخر تشكيل الحكومة وكذلك الوضع في السودان الذي يقترب من أن يصبح دولتين بعد استفتاء الجنوب كلها قضايا ملحة ستكون على بساط البحث بين الزعيمين.