منذ القدم ونحن نسمع المثل القائل حيلة البليد مسح السبورة، ويعني هذا المثل ان الطالب الفاشل أو المفلس فكرياً وحتى عقلياً يقوم بمسح سبورة الفصل من الطباشير الذي كتبت به مادة الدرس السابق للحصة ليظهر لمعلمه انه طالب مهذب وخلوق ومنتظم ونظيف. وهو في الواقع تنطبق عليه المواصفات السالفة الذكر وكم يصادفنا في خضم الحياة يشمل هكذا عينات وأصنافاً من البشر عندما يخفقون في امر ما تراهم يبررون فشلهم الذريع بنسج الاوهام والخيالات وحتى الاكاذيب لينالوا الحظوة في المجتمع المحيط بهم ومن المعيب ان تصدر مثل هكذا تصرفات أو أقوال من خلال أي وسيلة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. ضد الغير حتى وان اختلف معهم المرء. فلا يجوز مطلقاً تشويه السمعة أو النبش في الماضي وحتى الحاضر لرمي هذا أو ذاك في اخلاقياته وحتى عفته. نحن لا نبرئ أي إنسان من الخطأ مهما علا شأنه وتضخم شأوه الا الانبياء والرسل عليهم صلوات الله ورحمته وبركاته وسلامه ويعلم المسلم ان الله غفور رحيم غافر الذنب قابل التوبة ويعفو عن كثير ورحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء. وليس من الشهامة والنبل ان يبادر أي إنسان في حال فشله المريع وتخبطه الشنيع ان يسارع إلى رمي هذا وذاك في اخلاقه حتى إن هناك أمثال لها من المصداقية الشيء الذي يدعو للتوقف عندها ومنها (كل إناء بما فيه ينضح) فليس من الفروسية والاخلاق الرياضية ان نسمع ان فلاناً يحاول تشويه صورة علان دونما سبب الا لتغطية فشل ما أو لحسد نجاح ما خصوصاً اذا صدرت مثل هكذا أفعال وأقوال ممن كان يعتقد انه المنقذ أو رجل المرحلة الذي تعلق عليه الآمال الكبيرة والاحلام العريضة ولله سبحانه وتعالى تدابير تغني عبده الضعيف عن الحيل فينصره الله نصراً مبيناً (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) صدق الله العظيم. والطامة الكبرى ان الكثيرين مع الأسف الشديد لم يعوا قوله صلى الله عليه وسلم (ان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً والكذب يهدى إلى الفجور والفجور يهدى إلى النار) والعياذ بالله. نجانا الله جميعاً منها ومن حرها وسمومها. فلنحذر جميعاً من البلداء المفلسين في اخلاقهم وفكرهم من لا يحترمون الكبير ولا يعطفون على الصغير. الذين يمشون في الزفة الكذابة فحتماً سينكشف أمر هؤلاء الصنف من البشر عاجلاً أم أجلاً. ونقول لمن صادفه امثال هؤلاء ان يكثر من هذا الدعاء (وأفوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد) وهذا الدعاء (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) وليتذكر الإنسان يوم الحساب يوم لا تخفى على الحق سبحانه وتعالى خافية يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ونقول ايضاً ينبغي للإنسان ان لا ينتصر لمظلمة تعرض لها بنفس ما تعرض له والا أصبحت شريعة الغاب هي السلوك الوحيد للانتصار للذات .. وتعم الفوضى وانحدار القيم والاخلاق وعندها يمجد الوضيع وينتقص من الرفيع وتختل الموازين وتتحسس البطحاء على الرؤوس. ويصبح الحليم حيران. وعلى الله قصد السبيل.