يواصل الجناح السعودي تألقه في سماء إكسبو شنغهاي 2010، حيث أصبح حديث الإعلام الصيني والأجنبي والمهتمين والمتابعين على حدٍ سواء، وصار اسم ( سفينة النور) يتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات المهتمة والقنوات الفضائية المختلفة، وهو الاسم الذي أطلق على الجناح السعودي المشارك في معرض إكسبو الدولي 2010، المقام على ضفاف نهر هوانج بو في شنغهاي. إن زائر إكسبو شنغهاي لا يمكن أن تخطئ عينه تلك الأمواج البشرية الذي تعج بها طرقات المعرض والمؤدية إلى الجناح السعودي، الذي أضحى مقصد الزائرين وقبلة المسؤولين وكبار الشخصيات من رؤساء الدول والوزراء والمشاهير من دول العالم، لما تتمتع به مملكة الإنسانية من مكانة مرموقة في قلب العالم النابض بالحب والإخاء، ولما تَميّز به جناحها (سفينة النور)، وما اكتسبه من سمعة عالمية عبر وسائل الإعلام المختلفة. فبالإضافة إلى الآف الزائرين، والذين يتجاوز عددهم العشرين ألف يومياً، يبذل فريقٌ من طاقم الجناح السعودي جهداً كبيراً في تنسيق وترتيب واستقبال المسؤولين والوفود الرسمية والشخصيات البارزة التي تتقاطر على جناح المملكة بالمئات يومياً، مما جعل من صالة استقبال كبار الضيوف في الجناح خليةَ نحلٍ لا تهدأ وحركةً لا تتوقف منذ ساعات الصباح الأولى. وبفنجانٍ من القهوة العربية زكي الرائحة، وتمرٍ سعوديٍ حلو المذاق، اعتاد المهندس عبدالحميد حسن، مدير الجناح السعودي، أن يستقبل كبار الشخصيات من ضيوف الجناح، في أحاديث وديّة تؤكد حرص المملكة على مد جسور التواصل والحوار وتبادل الخبرات مع كل شعوب العالم، قبل أن يأخذهم في جولةٍ آسرةٍ حول أقسام الجناح المختلفة، ويحلّق بهم في فضاءات الشاشة العملاقة (1600م2) في فيلمٍ بانوراميٍ يعرض أهم المعالم في المملكة والتنوع الثري في الثقافة والتقاليد والتطور الذي تشهده في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والحضرية، قبل أن يصحبهم إلى الواحة العربية على سطح مبنى الجناح، ليستمتعوا بأجواء ساحرة للخيمة البدوية المتربعة بين زرقة سماء شنغهاي وأشجار النخيل العربية الباسقة وبالمنظر البانورامي الذي يكشف أرض المعرض ومدينة شنغهاي. وقد زار، مؤخراً، عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية جناح المملكة، منهم قام صاحب السمو الملكي (سيد فائز الدين بوترا جمال الليل) ولي عهد ولاية بيرليس الماليزية، ومعالي رئيس وزراء جمهورية طاجيكستان، ومعالي وزير الأشغال العامة الإندونيسي السيد (دجوكو كيرمانتو)، ومعالي وزير الاتصالات الإندونيسي السيد (تيفاتول سيمبيرينغ)، ومعالي وزير التجارة البنغلاديشي السيد (محمد فاروق خان). وقد أبدى الجميع إعجابهم في الجناح السعودي ومحتوياته التي جمعت بين التراث والحداثة، وبين الأصالة والمعاصرة، كما أكدوا على أهميته في فتح نافذة لشعوب العالم تطّلع من خلالها على ثقافة المجتمع السعودي وما وصلت إليه المملكة من تطوّر وتقدّم في شتى الميادين، كما أشاروا إلى تأثيره الكبير في تعزيز العلاقات الثقافية مع شعوب العالم، وتقديرهم بشكلٍ عام للمشاركة المتميزة التي تنسجم مع مكانة المملكة عالمياً، مؤكدين متانة العلاقات التي تربط بلدانهم بالمملكة حكومة وشعباً من خلال الكلمات التي سطروها في دفتر الزيارات.