كنت قبل شهرين مدعوا لحفل زفاف بقاعة افراح شمال دوار الفلك فتحركت لها من المطار القديم قبل الحادية عشرة بحوالي الربع ساعة سالكا طريق الملك فهد (الستين) وعبر الكوبري الجديد والنفق الجديد فكنت ادخل القاعة في تمام الحادية عشرة مندهشا من هذا الذي تحقق إذ إن هذا الزواج لو تقدم شهرين أو لنقل انه لو تقدم سنتين ما كنت لا أستطيع أن أصل قبل الثانية عشرة وستكون وليمة العشاء قد فاتتني بلا شك فأتحسر على ضياع العشاء وتعب المشوار. صحيح ان مباراة كروية مهمة قد خففت قليلا من الزحام إلا ان أحداً لا يستطيع أن ينكر اننا بدأنا بتحطيم الزحام تحطيماً على طريقة الاعلان الشهير. وقد بقي دوار الفلك والبسكليت يعطلان الحركة المرورية إلا انهما ولا شك سيواجهان مصير الطيارة وينتهي بهما الأمر الى حديقة من حدائق البلدية. والحقيقة ان هندسة هذه الدوارات القديمة تتعارض مع أبسط قوانين المرور وهي ولاشك كانت من المنغصات على سكان جدة وفائدتها الوحيدة كما قالت احدى السيدات (لو شالو الفلك والبسكليت ما حيعرف الجاوه يوديني البيت). والمضحك انه لما قررت الأمانة قبل سنوات إزالة دوار الفلك والبسكليت اعترض بعض كتاب الصحف بشدة وكانما هذه الأشياء من المقدسات مما يدل على انه لم يعبر في حياته بهذه الميادين ولم يكتو بنيران زحامها الشديد. ولاشك ان الطفرة في مشاريع الكباري والانفاق ستحدث في جدة تطوراً مذهلاً وستصدق مقولة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل المهندس والمخطط لهذه المشاريع والمتابع لدقة التنفيذ بأن جدة ستحول الى مصاف العالم الاول إن شاء الله. ولايعرف أهمية هذه المشاريع إلا من كابد الزحام الشديد في جدة في الثلاثين سنة الماضية بعد ان اتخمت جدة بأعداد الحديد المتحرك من كل الأنواع والأشكال والأعمار وكما قال الشاعر لا يعرف الحب إلا من يكابده. ولا زالت المشاريع متواصلة في شارع الأمير ماجد (السبعين) الذي سيتحول عبوره إن شاء الله الى نزهة ممتعة بعد ان كان عبوره قطعة من العذاب ولا بأس بما نعانيه اليوم من الزحام بسبب تحويلات الطرق لاننا وأجيالنا القادمة سنمتع بهذه الطرق ونتحرر من ضغوطات الزحام. وللأسف الشديد فان ثقافة العرب المعاصرين تقوم على التبرم والشكوى والنقد الهدام ويصعب عليهم جدا الشكر المتجرد والمديح الصادق والعرفان بالجميل. إلا انني سأخالف هذه الثقافة في هذا المقال وأقول لسمو الأمير خالد الفيصل لقد بدأت مظاهر المعجزة التي تحدث في جدة تتبلور كل يوم ونرجو من الله تعالى ان يعطيك الصحة وطول العمر ويسدد خطاك للقيام بهذه المهام الجسيمة والامور العظيمة كما اتوجه بالشكر لأمانة جدة ولشركة صفا للمقاولات والتي نفذت مشروعا على مستوى عال من الاتقان والجودة والجمال.