لازال الرعيل الأول رجالا ونساء يتذكرون “ بابا طاهر “ الرجل الذي كان له دور في توعية وتثقيف الأطفال عبر إذاعة المملكة العربية السعودية يوم كان المذياع يصدح بكل منزل كوسيلة إعلامية أولى للتوعية والإرشاد والتثقيف. وكان “ بابا طاهر “ هو الأستاذ / طاهر زمخشري رحمه الله المولود بمكة المكرمة عام 1332ه هو الأب لكل الأطفال المستمعين له. والأستاذ / طاهر زمخشري رحمه الله تلَّقى تعليمه بمدرسة الفلاح التي كانت منارة علمية للشباب وبعد تخرجه منها بدأ مسيرة حياته العملية بوظيفة كاتب بإحصاء النفوس لينتقل بعدها للعمل بمطبعة الحكومة بمكة المكرمة. وبحثا عن لقمة العيش ورغبته للعيش قرب أمه سافر إلى المدينةالمنورة ليكون بجوار أمه المقيمة بها ولم يجد ضالته في العمل الذي يهواه فالتحق للعمل مدرِّساً بمدرسة دار الأيتام لكنه لم يستمر طويلا إذ سرعان ما ترك مجال التدريس وعاد للمطبعة التي أحبها وأحب ضجيجها. غير أن ضجيج المطابع غاب عنه فتوجه للعمل بالقطاع الحكومي متنقَلا في عدد من الوظائف الحكومية بكل من أمانة العاصمة المقدسة بمكة المكرمة ، ثم بلدية الرياض فديوان الجمارك ليستقر أخيراً بالإِذاعة السعودية التي وان غاب عنها ضجيج المطابع فلم يغب عنها الميكرفون ويستمر بها حتى إحالته للتقاعد. والأستاذ / طاهر زمخشري رحمه الله يعد واحدا من رواد برامج الأطفال بالإذاعة السعودية التي وان منحته محبة الأطفال الذين أصبحوا ينادونه ب “ بابا طاهر “ فان الكبار من الآباء والأجداد كانوا متابعين له لما يحمله برنامجه من ثقافة جيدة. ومحبته للأطفال ونظرته نحوهم منحته الفرصة لإصدار “ مجلة الروضة “ لتكون أول مجلة للأطفال بالمملكة لكنها لم تستمر إذ سرعان ماتعثَّرت بسبب المعوقات المالية. وعمل الأستاذ / طاهر زمخشري رحمه الله بالصحافة متعاوناً وكان من أوائل كتاب القصة القصيرة والطويلة وكتب الشعر الغنائي والوجداني اضافة إلى كتابة الأناشيد الوطنية . أصدر نحو عشرين ديواناً صدر بعضها في مجموعتين: الأولى “المجموعة الخضراء”، والثانية “مجموعة النيل استقر في أواخر حياته بالجمهورية التونسية والتي منحته وسامين تقديرا لعطائه الأدبي والثقافي. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب بالمملكة العربية السعودية ضمن رواد الأدب بالمملكة. توفي في الثاني من شهر شوّال عام 1407 ه ودفن بمكة المكرمة رحمه الله