خفض الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) على عجل الاحد بدون ان ينتظر حتى انعقاد اجتماعه الثلاثاء، معدل الحسم، وهو من معدلاته الرئيسية، لتهدئة الازمة المالية التي اثارها بيع مصرف الاعمال المهدد بالافلاس "بير ستيرنز" وهو من المصارف الكبرى في وول ستريت. فقد قرر المصرف المركزي الاميركي خفض معدل الحسم --معدل فائدة قروضه للمؤسسات المالية الكبرى-- بربع نقطة ليصبح 25،3% في مقابل 50،3%. كما اعلن تسهيلات جديدة للاقتراض لمساعدة المؤسسات الكبرى على تسليف مستثمرين ماليين اخرين خصوصا اولئك الذين استثمروا في اسهم مستندة الى ديون ورأوا مواردهم المالية تنضب الواحدة تلو الاخرى. واوضح في بيان انه يريد "ضخ مزيد من السيولة في الاسواق والمساعدة على حسن عملها". وهذا التدخل الجديد العاجل الذي اعلن قبل قليل من افتتاح اسواق البورصات في آسيا يأتي قبل يومين من اجتماع اساسي كان المحللون يتوقعون ان يقرر خلاله خفض معدل فائدته الرئيسية بنصف نقطة او ثلاثة ارباع النقطة لمساعدة سوق الائتمان. ولم يتمكن الاحتياطي الفدرالي الاميركي من التريث يومين اضافيين للتدخل، على الارجح ايضا لانه في اليوم نفسه وافق مصرف جاي بي مورغان على شراء منافسه "بير ستيرنز" بسعر منخفض لانقاذه من الافلاس. وهي نتيجة مقلقة جدا للاسواق وان انقذت العملية بير ستيرنز من الافلاس. وسوق التسليفات يعاني من مشاكل كبيرة تحت تأثير ازمة القروض العقارية التي ادت الى تدهور في بقية الاسواق المالية. وبات الاحتياطي الفدرالي يوافق على مساعدة المصارف والمؤسسات التي قامت بمضاربات على القروض العقارية بعدما رفض طويلا القيام بذلك. والتسهيلات الجديدة ستمنح بسخاء اذ يكفي المؤسسات الراغبة بالحصول عليها ان تضمنها بسندات مصنفة على انها "استثمار". وهذه الخدمة الجديدة للتسليف باتت متوافرة اعتبارا من الاثنين للمصارف الكبرى "لمدة ستة اشهر على الاقل قابلة للتمديد" على ما اعلن المصرف المركزي الاميركي. وهناك تدبير اخر لتسهيل التسليف اذ ان هذه القروض ستكون مستحقة بعد تسعين يوما بدلا من ثلاثين حاليا. واكد الاحتياطي الفدرالي ان معدل الحسم يقترب بذلك من معدل الفائدة الرئيسية اي المعدل اليومي الذي يبلغ حاليا حاليا 3%. وهذا المعدل الاخير الذي يعتمد للقروض التي تتم بين المصارف يتوقع ان يخفضه الاحتياطي الفدرالي اثناء اجتماعه الثلاثاء. ومنذ ايام عدة لعب الاحتياطي الفدرالي دور المنقذ لسوق يسودها قلق كبير، من خلال مضاعفة تدخلاته العاجلة في كل الاتجاهات لكنه لم ينجح حتى الان في تهدئة الازمة. وقد هب الجمعة الماضي لنجدة مصرف بير ستيرنز الذي كشف عن مشكلات خطيرة في السيولة من خلال تسليفه المال لجاي بي مورغن المكلف بدوره اقراض بير ستيرنز. وهو خيار لم يكن كافيا على ما يبدو لان بير ستيرنز بيع الاحد لجاي بي مورغان. وقد كشف الثلاثاء الماضي تدابير لزيادة السيولة في الاسواق بالتنسيق مع مصارف مركزية اخرى وايضا من خلال اتخاذ اجراء يسمح له بتسليف حتى 200 مليار دولار لمجموعة مصارف كبرى. وقد اكد وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون الاحد ان الحكومة الاميركية على استعداد للقيام "بما يلزم" لضمان استقرار النظام المالي.