عرف الأستاذ / محمد حسين زيدان رحمه الله كأديب وشاعر وبينهما برز كمؤرخ وكاتب صحفي كما عرف بالخطيب والفيلسوف والمحاضر . ولد في المدينةالمنورة عام 1325 ه وبدأ حياته التعليمية في المسجد النبوي الشريف والتحق بالمدرسة الراقية الهاشمية وتخرج منها عام 1343ه . وصفه الشيخ / محمد علي مغربي رحمه الله في كتابه أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري بقوله : “محمد حسين زيدان أصفر اللون، متوسط القامة، واسع العينين، حليق اللحية والعارضين، كان نحيف البدن في شبابه فلما علت به السن صار أقرب إلى الامتلاء، وفي السنوات الأخيرة من عمره عشى بصره فكان يرى الأشباح ولكنه لا يميز التفاصيل، ولكن مرض عينيه لم يقعده عن الحركة والعمل، فكان يملي ما يريد أن يكتب، ويزور من يحب زيارته وكان برفقته غالباً صديق عمره السيد طه”. انتقل الزيدان رحمه الله من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة حيث عمل سكرتيراً لشيخ مشايخ الجاوه الشيخ حامد عبدالمنان رحمه الله في النصف الثاني من الخمسينات ثم انتقل إلى العمل الحكومي فعين سكرتيراً للمجلس المالي بوزارة المالية فرئيسا للقسم الحسابي، ثم رئيساً للمحاسبة ثم عين مديراً عاماً مساعداً لمديرية الحج بمكة، وانتقل بعدها مديراً لمالية مكة، ثم مديراً عاماً لشؤون الرياض، ثم مفتشاً عاماً للحج. وترك العمل الحكومي عام 1374 ه ليتفرغ للعمل الصحفي فشغل منصب مدير تحرير جريدة البلاد، ثم رئيساً لتحريرها وبعدها كاتباً بارزاً في الصحف كما ترأس بعدها تحرير جريدة الندوة وحينما تأسست رابطة العالم الإسلامي عمل الزيدان مساعداً لأمين عام الرابطة ومع إنشاء دارة الملك عبدالعزيز بالرياض عين عضواً في مجلس إدارة الدارة ثم عين رئيساً لتحرير مجلة الدارة وان كان قد عرف كأديب وشاعر فهو مؤرخ اشتهر بلقب “ زوربا الحجاز “ لقدرته الخارقة على ذكر التاريخ وخاصة التاريخ الإسلامي وتتابع الأحداث مما أجبر الكثيرين على الإعجاب به وقيل إنه : “موسوعة مُتنقلة على قدمين وشاعرا ينثر كلماته الموسيقية بين ضلوع الناس”. لكنه يصف نفسه بقوله “أنا عربي.. سواء كنت من ذوي الأعراق، أو من ذوي الاستعراق! أحارب الحيف، وأُكرم الضيف. يطعني السيف، أتمرد على العدالة، ويأخذني الظلم إلى الاعتدال. أصبر على الجوع، وأتستّر على الشبع. بالشظف أسُود، بالترف أُستعبد.. أيستعبدني أحد.. وأنا بالترف تستعبدني الشهوات.. وهذا حالي أصف به نفسي، كأّي نفس عربية تعيش اليوم! ”. له العديد من المؤلفات منها : رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية ، ذكريات العهود الثلاثة ، سيرة بطل ، محاضرات وندوات في التاريخ والثقافة العربية ، المنهج المثالي لكتابة تاريخنا، المؤتمر الإسلامي هو البديل المثالي للخلافة الإسلامية ، كلمة ونصف ، خواطر مجنّحة، عبدالعزيز والكيان الكبير ، أشياخ ، تمر وجمر ، ثمرات قلم ، المخلاة إضافة إلى العديد من مقالاته المثيرة في الصحف والمجلات السعودية وشارك بعدة برامج إذاعية كسبت شهرة محلية وعربية فضلا عن برامجه التلفزيونية . سير الصحابة الذي كان يبثه التلفاز في شهور رمضان لسنوات مضت، ثم توقف مع أنه كان من أنجح البرامج التلفزيونية وأحبها إلى الناس. وقد جمع الزيدان رحمه الله أحاديثه في هذا البرنامج وأضاف إليها ما يماثلها ونشرها في كتاب سماه “سيرة بطل”. اشتهر بمقولة “المجتمع دفان” والتي يصور من خلالها كيفية جحود البعض من أفراد المجتمع لمن غاب عن الساحة إما بمرض أو وفاة . توفي صباح يوم السبت التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1412 ه رحمه الله