ليس من الغريب أن تحزن وتتأثر كثيراً لفقد من تعزه وتحترم مسيرته وأن تعود بك الذكريات إلى ما زاد عليك ما لم تتوقعه لكنها الحياة بمنغصاتها ومباهجها وبما خلق الخلق لابتلائه ومعرفة المناط بالمكوث عليها ..لقد فقدت الساحة العربية في 8 شعبان 1431ه أحد رموزها شعرا وأدباً وتأليفاً إنه الصديق الشاعر والإعلامي المميز الأستاذ راضى صدوق رحمه الله رحمة واسعة هذا الإنسان الذي شارك مشاركة قل أن يقوم بها إلا العمالقة الموهوبون سواء في الأردن أو في الكويت أو في قطر أو حتى في بلادنا المملكة العربية السعودية أو حتى على مستوى عالمية الكلمة في العالم الآخر ..لا أود أن اتحدث أكثر في هذه الأيام ولكنني سأتحدث عنه بعد رمضان إن شاء الله وسأورد قصيدة سبق وان اهديته اياها إثر قصيدة اهداها إلي ونشرها في احدى صحفنا لعل فيها ما يعين القارىء والمتابع على ما خفي من ميزة ذلك المبدع الكبير. الحب مذهبه الكبير تحررُ والشعر منبره المؤثر أبهرُ! ولقد حذقتهما ووجهك أبيض للشمس في قسماته ما تذكر؟! || وتتمة لما سلف عن رمضان أقول: إن الصيام ليس الإمساك عن الطعام والشراب فحسب وإنما علاوة على هذه الظواهر استزادة ومجاهدة في التمكن من المعرفة الوحيدة لأن من عرف الله معرفة اليقين لا ينكره ولا يخالفه ولا يتجرأ على محذوره ولا يبصر بعين كليلة نحو الأشياء وفي الأشياء ولهذا كان السلف الصالح بحورا في الفهم آية في التبصر كل منهم يضرب المثل بعلمه النقلي والعقلي ..آمنوا فأعطوا الإيمان حقه من التذلل والخشوع والتقيد والثبات..ودرسوا فكانوا القدوة الرائعة للإخلاص والمتابعة الشمولية، وأفتوا فكانوا البدور السافرة في العلم والنصيحة ومن ثم دقة التأشير والتمثيل ، وصنفوا فقعدوا القواعد ومايزوا العلوم وفندوا المسائل ووثقوا المرجعية ، وهكذا كانت حياتهم كلها رمضان!!. لقد تركوا لمن بعدهم ما لم تحطه الآلة إلا بالكاد وهم على شظف من العيش وفي غاية من الضنك والجهد ولكنهم كانوا الأقوياء بالله المستنيرين بنور الله النافذين بأمر الله. هؤلاء الأجداد من كانت رؤيتهم أكبر وأوسع من التجارب المحكومة بالافتراض والفشل والطموح الترابية، أما الثبات فهذه الأيام المباركة تؤكد على الثبات المطلق في العبادات التي نص عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة وما أوجبته العقيدة من الثوابت التي لا تتغير أحكامها ولا تتبدل كالصلاة وما يترتب من أركانها وشروطها وسننها المعروفة ، و كذلك الزكاة والصدقات والصيام وأركانه وشروطه والحج بأركانه وشروطه ..وهناك ثوابت أخرى في الأحكام والإرث والبيع والشراء والنفقات وكذلك في المباحات والمحرمات في الأعراض والدماء وغيرها مما لا يلحقها تطور ولا تعديل مما فصله الشرع وأجمع عليه السلف وفيما اتفق عليه الأئمة القدوة. فرمضان بتكراره السنوي وصيامه واحد من الأركان الثابتة التي تشد العقل وتغلغل فيه الثبات بالقول والفعل ..والمسلمون يتسابقون إلى هذا الثبات لأنه يملؤهم بالسعادة كما يشحذ فيهم القوة ويبعث في أرواحهم النصر وقيمته المعنوية في النفوس ..لقد عرفت هذه الأيام من المنعطفات الفاصلة في تاريخ هذا الدين وهذه الأمة حيث كانت الشاهد الحي والمثل الشاخص،، ما بالكم نبراتكم متساويه قاماتكم ووجوهكم متساويه؟!! ومتاع هذا الحي فيما حولنا يا سيدي أولاتها والتالية!! عرب لعذرة في مضاربنا هنا ناد على حدق السحاب سواريه!! للحب فينا عهدة ورسالة ومعارج خضر وشمس هاديه!!