قامت أمانة العاصمة المقدسة بالاتفاق مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، مكتب منطقة مكةالمكرمة لتنفيذ أعمال المسوحات الميدانية على مستوى حضر العاصمة المقدسة، وذلك بهدف جمع البيانات اللازمة للحصول على المؤشرات الحضرية للمدينة عن طريق تطبيق نموذج استبيان معد لذلك. وأوضح معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور/ أسامة بن فضل البار؛ إنه من خلال دعم صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لإستراتيجية التطوير والتنمية للمنطقة، والتي تنطلق من العمل بفعالية احترافية، وشفافية للانطلاق بالعاصمة المقدسة إنساناً ومكاناً، ومن خلال رغبة أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في إدارة المرصد الحضري لدعم المشاركة المجتمعية الإيجابية؛ وذلك حفزاً للجهود التشاركية من خارج الإطار المؤسسي الحكومي، وترسيخاً للثقافة الحضرية في المجتمع المكي، وتشجيعاً لأسلوب تمكين المواطن والمقيم من المساهمة بالرأي الإيجابي ، والعمل على إيصال رغبات سكان المدينة إلى متخذي القرار عبر العمل الفعال نحو الأهداف التنموية الطموحة؛ جاءت اتفاقية التعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالتفاهم مع مدير مكتب الندوة بالعاصمة المقدسة ، والذي أبدى الحماس للمساهمة في أعمال المسح الميداني تفعيلاً للعمل المدني على نطاق تشاركي مجتمعي مستدام. وأوضح المدير التنفيذي للمرصد الحضري لمكةالمكرمة المهندس/أحمد بن حسين الخلاقي بقيام الفريق الفني للمرصد الحضري لمكةالمكرمة بتنسيق أعمال تطبيق استمارة الاستبيان الخاصة بالمسح الميداني على نطاق حضر العاصمة المقدسة، وذلك بإعداد وتأهيل المشاركين والمشاركات في أعمال المسح الميداني من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، كما قام الفريق الفني بإجراء عدة لقاءات تعريفية للمشاركين في المسح الميداني، وذلك بمقر الندوة والمرصد الحضري؛ بهدف التعريف بأنشطة المرصد الحضري وفعالياته وأهدافه والغاية من إنشاؤه، كما قام فريق العمل بالمرصد بشرح تفاصيل تطبيق استمارة الاستبيان ومنهجها والغرض منها، والأسلوب العلمي الأدق للتعامل مع مجتمع أسر مكةالمكرمة، وهي الفئة المستهدفة من حيث أسلوب وكيفية طرح الأسئلة، والتفاصيل الفنية المتعلقة بإجراء المقابلات الميدانية. وأضاف المدير التنفيذي للمرصد مستطرداً في شرح هذه التجربة المجتمعية الرائدة، إن استمارة الاستبيان الجاري تطبيقها تحتوي على بيانات دقيقة ترسم الأحوال الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية لأسر العاصمة المقدسة، كما أنها تتناول المعمور المكي في تقييم نوعي من وجهة نظر المواطن والمقيم، ولم تغفل قياس رضا السكان في أسلوب ومستوى الخدمات المقدمة إليهم على مختلف أنواعها في المدينة ذات الأحوال البيئية والاجتماعية والعمرانية المتفردة، كما بين أن استمارة الاستبيان تحتوي على نحو ثلاثين بياناً إجمالياً، يمثل كلاً منهم مدخلاً للحصول على مؤشر حضري – أو أكثر – يمكن إنتاجه وإتاحته لمتخذي القرار كمؤشرات حضرية ذات صياغة كمية؛ مثل متوسط الدخل بالريال السعودي لكل فئة مجتمعية،عدد الأسر التي تعيلها امرأة (سعودي/غير سعودي)، الأسر الفقيرة، دخل الأسر التي تعيلها امرأة، الأسر الفقيرة التي تعيلها امرأة، معدل البطالة، العمالة غير الرسمية، توصيل الخدمات للمساكن المأهولة بأسر،نصيب الفرد من مساحة المسكن، معدل سعر المسكن إلي الدخل، نسبة إيجار المسكن إلي الدخل، مصادر التمويل الإسكاني، نسبة سعر الأرض إلى الدخل، تسرب المياه، سعر المياه،الجمع المنتظم للنفايات الصلبة،وغيرها من المؤشرات الحضرية التي تحدد الملامح الاجتماعية والسكانية والعمرانية لمكةالمكرمة. إن المؤشرات الحضرية المستهدفة والتي سوف تصدر عن المرصد الحضري لمكةالمكرمة في صورة التقرير الأول للمؤشرات الحضرية تشتمل على ما يقارب من 90 مؤشراً مختلفاً وزعت على سبع حزم أساسية بالإضافة إلى حزمة مؤشرات حضرية تختص بالأثر المجتمعي لأنشطة الحج والعمرة، وقد شملت هذه الحزم ما جاءت به أجندة الموئل، وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والتطوير، وكذا الأهداف التنموية للألفية، كما اشتملت على مجموعة المؤشرات الأساسية Key Indicators ،والمؤشرات الشاملة Indicators Extensive، بالإضافة إلى مجموعة المؤشرات المحلية Indicators Local، وهذا الإصدار -القريب بإذن الله - يعني طرح المؤشرات الحضرية للعاصمة المقدسة بصورة كمية على المستويات المختلفة الوطنية، الإقليمية، والعالمية، وذلك بهدف المقارنة، ودفع خطط التنمية والتطوير والتنافسية على كافة الأصعدة الدولية، ودعماً للحضور المجتمعي الدولي للعاصمة المقدسة. وتتم أعمال الاستبيان حالياً من خلال انتخاب عينات ممثلة لإحياء مكة المختلفة، والتي تم التركيز فيها على الأحياء التي تمثل الأحوال المجتمعية المتوسطة، والتي رأت إدارة المرصد الحضري أنها تشكل راسماً أوفق وأدق لإحياء المدينة مثل الجميزة، المعابدة، السليمانية، ريع ذاخر، العدل، جبل النور، الحجون، العتيبية، الضيافة، الزاهر، العزيزية، الرصيفة، كما شملت أيضاً نماذج من الأحياء حول الحرم المكي الشريف، والأحياء الطرفية بهدف وضع صورة متوازنة اجتماعيا وعمرانياً لنتائج الاستبيان. ويساهم المرصد الحضري لمكةالمكرمة ضمن رزنامة أنشطته في العديد من الفعاليات ذات العلاقة مع مجتمع أسر مكةالمكرمة؛ كتنفيذ سلسلة من ورش العمل للمتخصصين بالإدارات والمؤسسات الحكومية، وإجراء العديد من الدورات التخصصية في مجالات اهتمام المراصد الحضرية، كما ينتج المرصد المطبوعات والنشرات التعريفية وتأتي هذه الأنشطة ضمن مهام المرصد التوعوية المجتمعية؛ وذلك بالإضافة إلى إنتاج تقارير المؤشرات الحضرية وتحديثاتها الدورية، والتي تقدم البيانات الأحدث لمتخذي القرار، وفي هذا السياق يتم الاستعانة بمجموعات عمل من خبراء الأممالمتحدة في مجالات الاقتصاد والتنمية الحضرية والسكانية. وأخيرا فإن جهود المرصد الحضري لتهدف إلى ترسيخ البعد المجتمعي الأهم، وهو تأكيد وصف ساكن البلد الحرام بأنه “القوي الأمين” ، والذي يتحقق بمشاركته في النهوض بالمدينة المقدسة، وحفز المبادرات لتشجيعه ليكون إنساناً مشاركاً، مبادراً، منتجاً، متحملاً للمسئولية، مرتقياً بسلوكياته بما يتلاءم وقدسية المكان، ينعم بالرضا عن ما يقدم إليه من خدمات قد شارك فيها ويبادر بالحفاظ عليها، متمتع بالانتماء إلى مجتمعه؛ لكي تصبح العاصمة المقدسة قبلة للعقول كما هي مهوى الأفئدة والنفوس.