يشكو البعض منا بأن لا وقت لديه ليتواصل مع احبته واقاربه وأصدقائه متذرعاً بمشاغل الحياة وارتباطاته الأسرية والعملية ومواعيده . نعم الكل لاهٍ في هذه الدنيا يبحث ويفتش لتكون له المكانة والاستقرار في العمل والاسرة والمجتمع . ولكن أين حقوق الأصدقاء والاقرباء وصلة الأرحام ؟ ومتى وأين يتاح له مواصلتهم؟ هل من خلال لقائهم في مناسبة او صدفة فقط؟ كم هو جميل عندما كان كبارنا من الاجداد والاباء والاعمام وأسرنا يهتمون ويحرصون لجمع الشمل بلقاء الافراد والاسر في مناسبات عائلية مستمرة كنا نقدر لهم أهتمامهم بجمع هذا الشمل ونكن لهم جل الاحترام ونتحين الفرص ونوليها أهتمامنا لنلقاهم إنهم أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا وأهلونا . الكبار والصغار الكل يتذكر هذه اللقاءات العائلية التي يتخللها الحب والعطف والسؤال عن الاحوال ويشعر كل فرد بأن له قريباً وأخاً وصهراً يجتمع به في نهاية كل أسبوع وخاصة بعد صلاة الجمعة في منزل الوالد أو الوالده أو كبير الاسرة . اللقاء لا يتجاوز أكثر من ساعه يعود بعده الكل مسرور يحمل في داخله الارتياح النفسي والا طمئنان على نفسه وأهله إنه يحبهم ويحبونه وتركهم في خير وأحسن الاحوال . الهى شغلتنا أنفسنا وتوهمنا بأننا فعلا منشغلون فالحياة بدون عزيز أو حبيب قاسيه وجافيه ولا تساوي سعادة وحلاوة لقاء الاحبة . كل الطعم المر والعلقم تذوقناه برحيل أجدادنا وجداتنا وأمهاتنا فهم كانوا البلسم والمذاق الحلو الذي ننشده وباستمرار دورهم كانت الحياة عامرة بالدفء والحنان والحكمة نحظى منهم بصفاء ونقاء القلوب التي تخلو من الزيف والتصنع كل مانجده منهم حقيقه بساطة ورحابة وأشواقاً تعبر عن محبتهم لنا .هل رحل هذا الزمن وهذا العالم وهؤلاء البشر ونحن الذين كنا نعيشه معهم إن ظننا أنه بالفعل قد رحل لِمَ لم نرحل نحن فسلفنا طيبون ونحن منهم لِمَ لا نهتم بما كان لهم من أثر طيب ونتذرع ونتمسك به ونسعى لكي نجعله يسود فيما بيننا أخوة وأخوات وأقارب بالامكان تحقيق ذلك لنحرص على اللقاءات في الدعوات التي نتلقاها من بعضنا ونشارك فيها ومعنا أبناؤنا ليزداد فينا التقارب والمحبه لهم ندعم جسور التعاضد ونقويها .لنترك الظنون والاحقاد ونواريها لندثرها ونتذكر قبل سنين او ايام كان هؤلاء الطيبون ممن أحببناهم معنا وفينا ولكن عادت الايام وما عادوا فيها رحلوا لنتبصر ونتيقن تماما الحقيقه سيؤول مصيرنا لمثل مصيرهم وسيكون (الفراق) لنتذكر هذا الفراق والآلام والحسرات سنجد فيه ما يواسينا ويخفف عنا انها طيبتهم وحبهم لنا .ليكن للتواصل في أنفسنا ومشاعرنا وقلوبنا أكبر حيز مثل ماكان لهم هذا الحيز وهناك طرق متعددة ومتوفرة وبالامكان التعود عليها لنتواصل منها رسالة شوق نرسلها من بعد أداء صلاة الجمعة من كل اسبوع نسأل عن الأحوال والاصدقاء ونتبادل التهاني بعيدنا الأسبوعي (عيد الجمعة المبارك) ونطلب من المولى العظيم للجميع السلامة والرحمة والعافية والخير لنبدأ وليكن تواصلنا (جمعة مباركة) .