انطلقت صباح أمس الأحد جلسات اللقاء العلمي (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) والذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في الفترة من 5-7/5/1429ه. وفي الجلسة الأولى التي كان محورها: (الإطار المرجعي للأسرة ودورها الاجتماعي والأمني) والتي رأسها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي، حيث تحدث في البداية أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة وعضو المجلس العلمي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الصالح في ورقة عمل “الأسرة في الإسلام صمام الأمان” تحدث خلالها عن الزواج الذي يعد من السنن الطبيعية التي لا بد منها في بقاء النوع الإنساني، ولذلك هيأ الله تعالى كلا من الرجل والمرأة على حال تحبب إليهم الاجتماع والتقارب، وامتن الله على الناس كل الناس بأن جعل الزواج في الخلق آية من آياته الدالة على قدرته وحكمته. بعدها تحدثت الأستاذ المشارك في علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة نورة بنت خالد السعد في ورقة بعنوان (الأسرة في المواثيق الدولية) تطرقت خلالها إلى اهتمام الإسلام بالأسرة، وأن كل من الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية تهتم بحماية الأسرة والأفراد وتحقيق أمنهم من منطلق حقوق الإنسان، ويستمد كل منهما شرعيته في مسألة الحقوق من مرجعية ذات أصول فكرية وعقدية متباينة، فالحقوق في الشريعة الإسلامية تعتمد (الحاكمية لله) مرجعية شاملة، بينما تستمد الحقوق في المواثيق الدولية من العلمانية التي ترفض الدين وتسعى لإلغاء أثره نهائيًا في المجتمعات الإنسانية، كما أن الشريعة الإسلامية تعطي المرأة حقوقًا وتكلفها بواجبات، في حين أن المواثيق الدولية تركز على حقوق المرأة دون ذكر للواجبات، كما تطرقت للعديد من الفروقات بين الحقوق في الشريعة و الحقوق من المواثيق الدولية، معرجة إلى أن هناك بنودا في مواثيق الأممالمتحدة من خلال (اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة) المعروفة بالسيد أوCIDAW تتفق مع تشريعاتنا الإسلامية بل في تشريعاتنا ما يفوقها أهمية وخدمة للبناء الأسري في المجتمع. المتحدث الثالث في الجلسة كان أستاذ علم الاجتماع المشارك في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد العزيز بن حمود الشثري، تحدث عن (الأسرة ودورها في التوجيه السلوكي للأبناء والبنات)، أشار فيها أن الأسرة تؤدي دوراً بارزاً في حياة الأبناء والبنات، من خلال عمليتين اجتماعيتين هما: عملية التنشئة الاجتماعية، وعملية الضبط الاجتماعي، حيث أن نجاح الأسرة أو فشلها في هاتين العمليتين أو إحداهما ينعكس إيجاباً أو سلباً في حياة الابن أو البنت، وتحدث عن التفسير الإسلامي لدور الأسرة في توجيه سلوك الأبناء، وتطرق إلى أهم الوسائل والأساليب التي ينتقل بواسطتها أثر الآباء إلى الأبناء. بعدها تحدثت عضو هيئة التدريس قي قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتورة نورة بنت شارع العتيبي في ورقة عمل بعنوان (دور الأسرة السعودية في تنشئة الأبناء على قيم التنمية والتحديث) سلطت الضوء خلالها على الدور التنموي للأسرة السعودية .