أكد خبير تسويق ضرورة الاهتمام بعناصر جودة الإنتاج في الدول الإسلامية وبناء علامة تجارية ذات سمعة حسنة من أجل استقطاب ثقة المستهلكين في الأسواق المحلية والخارجية، وقال إنه ثبت وجود نقص إبداعي في مجال التسويق بالدول الإسلامية والتواصل مع مجتمع المستهلكين، داعياً إلى الاهتمام بهذه الجوانب وتطويرها بما يتناسب مع مناخ الابتكار الذي يسود السوق التسويقية في العالم حالياً. وعرض خبير التسويق روي حداد رئيس مجلس إحدى الشركات الرائدة في مجال الدعاية والإعلان بالمملكة والشرق الأوسط خلال محاضرة ألقاها بغرفة الرياض تحت عنوان “لقاء التسويق في العالم الإسلامي .. الفرص الكامنة”، نتائج دراسة أجرتها الشركة في 10 دول إسلامية لمعرفة الخصائص التسويقية في هذه الدول وتحديد السمات الاستهلاكية للشعوب الإسلامية الدينية والقيمية والثقافية والاجتماعية. وقال حداد خلال المحاضرة التي أدارها الدكتور محمد بن عبدالله العوض رئيس لجنة التسويق بالغرفة، إن الدراسة استطاعت أن تحدد اتجاهات ومميزات كل سوق في الدول الإسلامية التي شملتها الدراسة وهي: المملكة، مصر، الأردن، الإمارات العربية، الجزائر، تركيا، ماليزيا، باكستان، إندونسيا، وإيران، مع التركيز على الاتجاهات المرتبطة بالمناسبات والشعائر الدينية في هذه الدول، والعادات الاستهلاكية السائدة في هذه المناسبات، والتي يتحدد تبعاً لها الأنماط الاستهلاكية، مشيراً إلى أنه من خلال ذلك وضعت الشركة أفكاراً لتحسين العروض والاقتراحات التسويقية التي تصلح للتطبيق في الأقطار الإسلامية. وأوضح المحاضر أن الدراسة أظهرت الكثير من هذه السمات ومنها ما يتعلق بخصائص المستهلك السعودي، فأشار إلى أنه نظراً إلى أن المملكة تضم شريحة واسعة من الشباب، فقد أبدوا استعدادهم لتقبل التغيير الاجتماعي طالما كان ذلك التغيير منسجماً مع القيم الدينية، كما أنهم منفتحون على وسائل الإعلام والإنترنت ويتمتعون بوعي في جميع جوانب حياتهم، وأنهم صناع قرار، وقال إنه من خلال هذه السمات يستطيع رجال التسويق أن يتعاملوا مع المستهلك السعودي الشاب. وأضاف حداد أنه ظهر كذلك من نتائج الدراسة أن نحو 53% من مجموع المجتمعات الإسلامية التي شملتها الدراسة أكدوا تفضيلهم للتعامل مع البنوك الإسلامية بدلاً من التعامل مع البنوك ( الربوية ) حتى لو كلفهم ذلك مبالغ أكبر، كما أكدوا أنهم لن يتناولوا أية أطعمة غير حلال، وأنهم سيغادرون المطعم مباشرة إذا لم يجدوا الأطعمة الحلال، وأنهم يرفضون لحوم الخنزير أو أجزاء منها وكافة الأصناف الغذائية المحرمة، واللحوم المذبوحة بطريقة غير شرعية، إضافة إلى رفض الكحوليات. وأشار إلى أنه وفق تقرير صدر في مايو 2009م، فإن حجم السوق العالمية للأطعمة والسلع الغذائية الحلال والمعدة على الطريقة الإسلامية يقدر بنحو 380 مليار دولار، وقال إن العديد من المطاعم العالمية باتت تقدم اليوم وجبات حلال في كثير من الدول غير الإسلامية لمقابلة احتياجات المستهلكين المسلمين في هذه الدول والذين أخذت أعداهم تتزايد في السنوات الأخيرة، وأفاد بأنه على سبيل المثال تقدم الآن سلسلة مطاعم ماكدونالدز وجبات حلال في عدة دول مثل سنغافورة، جنوب أفريقيا، استراليا، أمريكا، وبريطانيا. وأوضح كذلك أن الدراسة لفتت إلى أن المستهلك المسلم يختار السلعة ذات الجودة الأعلى طالما كانت حلالاً، بصرف النظر عن مصدر إنتاجها، فإذا تساوت السلع المنتجة في دول إسلامية مع منتجات من دول غير مسلمة من حيث مراعاة الحلال، فإنه يفضل السلعة ذات الجودة، وينصرف عن السلع المفتقدة للجودة، أو كانت ذات جودة أقل حتى لو كانت تحمل علامة تجارية مرتبطة برموز إسلامية. وأشار إلى أنه مع التطور الذي شهدته المجتمعات الإسلامية ومع شيوع ثورة الاتصالات والمعلومات أخذ الاهتمام يتزايد بالأزياء الإسلامية المحتشمة والأكثر جمالاً وذوقاً، وباتت شريحة واسعة من النساء تبحث عن الأزياء ذات الألوان المتعددة والتصاميم المتنوعة بخلاف ما كان يحدث في السابق، فقد كانت العبايات النسائية ذات لون واحد وتصاميم واحدة تقريباً، أما اليوم فقد تنوعت التصاميم والأزياء والألوان، لكن دون أن يخل مبدأ الذوق الجميل بتوفر عناصر الاحتشام.