يعرف قاموس (وبستر ) ( Webster's New Collegiate Dictionary) العلاقات العامة على “ أنها مجموعة من النشاطات تقوم بها هيئة أو اتحاد أو حكومة أو أي تنظيم في البناء الاجتماعي، من أجل خلق علاقات جيدة وطيبة وسليمة مع الجماهير المختلفة، التي تتعامل معها، كجمهور المستهلكين والمستخدمين وحملة الأسهم، وكذلك الجمهور بوجه عام، وذلك لتفسير نفسها للمجتمع حتى تكتسب رضاه”. وعرفها معهد العلاقات العامة “ بأنها الجهود المخططة والمقصودة والمدعمة لإيجاد التفاهم والثقة والمحافظة على التفاهم المتبادل بين المنظمة وجمهورها ”. أما تعريفها القديم فكان : “ أنها الجهود الإدارية المخططة والمرسومة والمستمرة لتنظيم العمل من قبل المنشآت والتي تهدف إلى إقامة وتدعيم التفاهم المتبادل بين المنشأة وجمهورها حتى يتسنى تكيف المنشأة في المجتمع الذي توجد فيه”. وفي ضوء هذه التعريفات يمكننا القول بأن العلاقات العامة كجهاز داخل المنشأة تشكل جزءا من نشاطها الدائم والمستمر لكسب ثقة العملاء والخروج بالمنشأة من دائرتها المغلقة إلى المجتمع لكسب ثقة أفراده . ولا يكون ذلك إلا من خلال بث المعلومات الصحيحة والواضحة موثقة بحقائق متكاملة عن الجهاز وخدماته 0 وان سعت إدارة العلاقات العامة لذلك فإنها تكون قد بنت علاقة إيجابية مع الكثيرين اعتمدت على الثقة والاحترام المتبادل والذي سرعان ما يؤدي إلى زيادة التواصل بين المنشأة وأفراد المجتمع. ومن هنا يمكن القول على أن العلاقات العامة تشكل جزءا هاما بالمنشأة تمنح المجتمع الحقائق الواضحة وتعمل على تبني الآراء وتخطي المعوقات. غير أن مظهر العلاقات العامة لدى بعض المنشآت غدا اليوم مجرد جهاز لتلميع مسؤولي المنشأة بتصريحات صحفية وصور متعددة لأعمال البعض منها حقيقة ثابتة أما الأخرى فهي تمثل جهود مضنية لأفراد آخرين أراد من خلالها موظفو العلاقات العامة نسبها لمسؤولي المنشأة ليظهروا أمام المجتمع كعاملين على التطوير والتواصل وبهذا تكون إدارة العلاقة العامة قد سعت لهدم الثقة بين مسؤولي المنشأة وأفراد المجتمع بدلا من توطيدها. وان كان هذا أسلوب البعض من موظفي العلاقات العامة بالمنشآت فان الأغرب من ذلك سعي بعض مسؤولي المنشآت لتلميع صورهم عبر وسائل الإعلام إما من خلال إعلانات لاجدوى منها أو دفع مكافآت مالية لبعض المتصحفين وليس الصحفيين لنشر أخبارهم. والغريب بين هذا وذاك أن هناك متصحفين يفبركون أخبارا وتحقيقات واستطلاعات لمن يدفع فتحولهم مكافآتهم إلى أدباء واقتصاديين وصناعيين ولا يمنع أن يكونوا زراعيين طالما أنهم دفعوا. فتاجر الماشية يمكنه أن يتحدث عن تأثر الأزمة الاقتصادية في اليونان على قصات شعر الشباب وتأثر زراعة الورود في هولندا على زراعة المانجو في جيزان. وما نخشاه أن يأتي اليوم الذي يتحدث فيه باحث تلميع عن أن انخفاض اليورو وارتفاع الين وتذبذب الدولار خلال الفترة الحالية عائد لنوعية الورق المطبوع عليه خلال الصيف . لقد سئم المجتمع من فبركات بعض إدارات العلاقات العامة التي ينصب هدفها في تلميع صورة المسؤول الأول بالمنشأة فمثل هذه الصور باتت مكشوفة ولابد من التنبيه لها قبل أن تسعى هذه الإدارات إلى هدم علاقة المنشأة بالمجتمع خاصة إذا كانت فترة شغل المسؤول للمنشأة محددة بفترة زمنية.