من المتوقع أن يصل إلى الخرطوم يوم الجمعة القادم المبعوث الشخصي للرئيس باراك أوباما للسودان سكوت غرايشن وهو معني في الأساس بدفع اتفاق السلام الشامل بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والذي دخل مراحله الأخيرة بالترتيب لمرحلة استفتاء الجنوبيين على تقرير المصير ولمرحلة ما بعد الاستفتاء كذلك والتي بدأت باجتماعات مباشرة بين الشريكين في الخرطوم وسوف تستأنف في جوبا حيث سيكون غرايشن هناك قبل الانتقال بالمفاوضات إلى جوبا، كما أن غرايشن يساهم مساهمة فعالة في الجهود المبذولة لتسوية أزمة دارفور قبل حلول موعد الاستفتاء ولكنه في الفترة الأخيرة تراجع بعض الشيء ولم يشارك في اجتماع الوسطاء المعنيين بمشكلة دارفور والذي عقد في الفاشر مؤخراً ، مما يعني أنه ربما غير راض عن الطريقة التي تسير بها الوساطة. المهم أن غرايشن سوف يصل الخرطوم وهناك تطورات مهمة قد جرت على الساحة السودانية والساحة الدولية كذلك وأهمها هو قرار المحكمة الجنائية اصدار أمر قبض ثانٍ للرئيس البشير بتهمة الإبادة الجماعية ، ورغم أن غرايشن لا يريد خلط الأوراق إلا أن هذا القرار قد يضيف تعقيداً على مهمته بما يحدثه من آثار سالبة على أجواء المفاوضات ، إذ إنه من الناحية المبدئية فإن الطرح الذي قدمه الاتحاد الافريقي والذي تؤيده الخرطوم حول الكونفدرالية قد لا يكون عملياً في ظل هذا الاتهام ، كما أن من شأن ذلك أن يدفع الخرطوم إلى تقديم شروط تعجيزية أو اجراءات على الأرض قد تعرقل من عملية الاستفتاء الذي يعتبر من أهم استحقاقات نيفاشا.