وجه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم كلمة مسجلة بمناسبة انتهاء العام الدراسي الجديد هنأ فيها خريجي طلاب المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم ومنسوبي التعليم العام والقائمين عليه على ما تحقق من نجاح كان ثمرة لجهود الجميع. وقال سموه “إن هذا اليوم هو من أيام الحصاد، التي يجني فيها المجتهد المُجدّ ثمرة كدّه وكدحه، ويستمتع بتفوقه وإبداعه، فهنيئا لكم النجاح والتفوق، وهنيئا لكلّ أمّ وأب وأسرة ومعلّم ومعلمة... كانوا وراء ما حققه الأبناء والبنات من نجاح وتفوق، وها أنتم اليوم -أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات- تضعون أقدامكم في مرحلة أخرى من مراحل العطاء العلمي والعملي، وتحددون وجهتكم الوظيفية، خدمة لدينكم ووطنكم ومليككم وأمتكم”. وأضاف سموه “أبنائي في مراحل التعليم العام، إنّكم في كلّ عام ترتقون درجة في التعليم، وتخطون كما خطى زملاؤكم نحو التخرج، وأنتم الأقدر على صناعة مستقبلكم بعون الله بجدّكم، واجتهادكم، واكتشافكم لقدراتكم ومواهبكم ومكامن الإبداع في نفوسكم، وهي مسئوليتكم، وأنتم أهل لها، وما تزرعونه اليوم... تحصدونه في الغد... و(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)”. وقال سموه في كلمته مخاطباً المعلمين والمعلمات “إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات وزملائي مديري المدارس ومديراتها، ومنسوبي التربية والتعليم، شكرا لكم جميعا على جهودكم المخلصة الدؤوبة، التي تبذلونها بإخلاص وتفاني، وشكرا لكم تطلعكم للمزيد من تطوير الأداء وتجويد الكفاءة التعليمية، وتحسين البيئة التعليمية”. وجاء في كلمة سموه “(اقرأ باسم ربك الذي خلق) مفتتح الرسالة الخاتمة.... وهي أيضا مفتاح الحضارة، فالقراءة والتعليم والتعلّم.... والإنسان... والوطن... والحياة... هي محور الرسالة... وهي مفردات الوطن والحضارة والمدنية”. وقال سموه “لقد كان (التعليم والتعلّم) محركا حضاريا لأمتنا، حمل مضامينه الرسالية أسلافنا الكرام فضربوا أروع الأمثلة في القيم الأخلاقية والإنسانية، كما حملوا مضامينه الحضارية فنهضوا بالعلم والعمران والصناعة... فأسسوا للكثير من العلوم, وأضافوا الكثير من المنجزات العلمية والمعرفية....وصنعوا على الأرض تاريخا لا تمحوه الأيام، ولقد حظي التعليم في بلادنا منذ أيام التأسيس الأولى بدعم غير محدود من لدن قياداته الحكيمة، فانتشر التعليم، وتطور من كتاتيب تمحو الأمّية إلى مدارس ومعاهد وجامعات عريقة تؤّهّل الأكاديميين والمهندسين والفنيين”. وبين سموه أنه في هذه المرحلة من عمر التاريخ والوطن تواجه المجتمعات النامية تحديات مستقبلية كبيرة... لا يكفي لتخطيها محو أمّية القراءة والكتابة فحسب.... بل لا بد من محو أمّية التقنية والمعرفة والفكر والحضارة... من خلال تكوين شمولي للناشئة، ليكونوا أقوياء في علمهم وقيمهم وأخلاقهم وتفكيرهم ومعرفتهم ومهاراتهم، وفي انتمائهم لمجتمعهم ووطنهم وأمتهم... قادرون على المساهمة بفاعلية في تنمية وطنهم وأمتهم والإسهام في دعم الحضارة الإنسانية، هذه هي رؤيتنا في وزارة التربية والتعليم، وهي التزامنا تجاه المليك والوطن والمواطن والمستقبل، وشريكنا في تحقيقها: الوطن بكافة أفراده ومؤسساته، فنحن جميعا شركاء في التخطيط... وشركاء في العمل... وشركاء في الحصاد.... وأضاف سمو وزير التربية والتعليم قائلاً “لقد التزمت الوزارة أمام القيادة الرشيدة برفع نوعية التعليم العامّ وتحسين كفاءة مؤسساته، وتجويد مخرجاته، وهي تدرك ما تستقبله من تحديات، وصعوبات، لكنها تثق بالله أولا، وبدعم القيادة ثانيا، وبأطقمها البشرية وعقولها المفكرة، وبالمجتمع بكافة مؤسساته التعليمية وغيرها، مؤمنة بالشراكة خيارا استراتيجيا، وباللامركزية خيارا عمليا ديناميكيا، وبالتخطيط الاستراتيجي والتنظيم والمعيارية والتقويم والمحاسبية منهجية تطويرية محكمة”. وبين أنه من مبادرات الوزارة الحالية مبادرة تقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية، والتي تشمل نظام رصد نتائج الاختبارات للثانوية العامة، حيث تتيح الوزارة لجميع طلابها وطالباتها تيسير حصولهم على نتائجهم في أقلّ زمن، وأدق صورة، من خلال قاعدة بيانات مكتملة، تُرصد فيها الدرجات المتحصلة أولا بأوّل، لتكون النتائج النهائية في متناولهم على موقع الوزارة، عقب الاختبارات مباشرة بإذن الله، بالرقم المدني، ومن دون عناء، كما ستزود الجامعات والكليات والجهات المعنية بنسخة إلكترونية مفصله منها، لتيسير تسجيلهم والتسريع فيه. واختتم سموه كلمته قائلاً //أشكركم جميعا طلابا وطالبات وآباء وأمهات ومعلمين ومعلمات ومديرين ومديرات، وجميع منسوبي التربية والتعليم ومنسوباتها، متطلعين جميعا إلى تحقيق حلم ملك، ورسالة أمة، وأمل وطن، في التحوّل إلى مجتمع معرفي مبدع بتوفيق الله//.