مع رحيل المدربين أصحاب الأسماء الرنانة في عالم الساحرة المستديرة مثل الإيطالي فابيو كابيللو والأرجنتيني دييجو مارادونا من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، جاء الدور على مدربين أقل شهرة ونجومية مثل الأوروجوياني أوسكار تاباريز والهولندي بيرت فان مارفيك للاستحواذ على الأضواء في المربع الذهبي للبطولة. ولا يحظى فان مارفيك بشهرة طاغية مثل مارادونا الذي نال هذه الشهرة كلاعب أكثر منها كمدير فني للمنتخب الأرجنتيني. ويرى النقاد أن المنتخب الهولندي تحت قيادة فان مارفيك لا يقدم المستوى المطلوب حيث يبدو بعيدا تماما عن أسلوب “الكرة الشاملة” الذي قدمه يوهان كرويف وزملاؤه في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. ولكن فان مارفيك /58 عاما/ المدير الفني السابق لفريق فينورد الهولندي يقود المنتخب الهولندي بثبات نحو تحقيق حلم الفوز باللقب الأول له في بطولات كأس العالم. وعلى مدار مسيرته كلاعب ، خاض فان مارفيك مباراة دولية وحيدة مع المنتخب الهولندي مما يجعله متعطشا للأضواء والاهتمام الإعلامي العالمي والذي نال بعضه بعدما أطاح بالمنتخب البرازيلي من دور الثمانية للبطولة يوم الجمعةالماضي ليلتقي مع منتخب أوروجواي الثلاثاء في الدور قبل النهائي للبطولة. وقال فان مارفيك بعد الفوز على المنتخب البرازيلي 2/1 “نحن هنا للفوز بلقب البطولة. انخرط الناس في الضحك عندما قلت ذلك قبل أسبوعين ، ولكنني ما زلت واثقا من قدرتنا على استكمال مسيرة النجاح حتى النهاية للفوز باللقب”. وقدم المنتخب الهولندي عروضا رائعة على مستوى الأداء الفردي لبعض اللاعبين مثل آريين روبن وويسلي شنايدر. ولكن فان مارفيك أيضا يستحق الإشادة والتقدير لأنه منح الفريق خطة لعب محكمة كما حافظ على الانسجام والتناغم في أداء الفريق. أما منتخب أوروجواي فإنه يبدو ضمن أقل المنتخبات التي بلغت المربع الذهبي من حيث بريق الشهرة على الرغم من فوزه بلقب البطولة في عامي 1930 و1950 . ولكن الفريق يمتلك حاليا الفرصة ، من الناحية النظرية على الأقل ، للفوز بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه وللمرة الأولى منذ 60 عاما. واحتاج منتخب أوروجواي “السيليستى” إلى خوض دور فاصل مع المنتخب الكوستاريكي لبلوغ نهائيات كأس العالم الحالية ولكنه الآن أصبح المنتخب الوحيد الباقي من ممثلي قارة أمريكا الجنوبية في البطولة الحالية وذلك بعد خروج منتخبات شيلي والبرازيل والأرجنتين وباراجواي تباعا. ولعب المدرب أوسكار تاباريز /63 عاما/ المدير الفني للفريق دورا كبيرا في بلوغه المربع الذهبي رغم أنه من أقل المدربين راتبا في البطولة الحالية. وما زال تاباريز “المايسترو” حريصا على إبداء بعض المرونة في تعامله مع المباريات. ومع بدء البطولة الحالية ، تخلص تاباريز من طريقة اللعب المعتادة له وهي 3/4/1/2 ليلجأ إلى الاعتماد على أربعة لاعبين في خط الدفاع. ولكن التغيير الأكثر نجاحا له هو أن يكون للمهاجم دييجو فورلان دور حر خلف رأسي الحربة لويس سواريز وإدينسون كافاني. وكانت النتيجة رائعة حيث سجل فورلان ثلاثة أهداف وسجل سواريز مثلها خلال مباريات الفريق بالبطولة الحالية. وعندما يلتقي فان مارفيك وتاباريز اليوم على استاد “جرين بوينت” في كيب تاون سيكون البقاء في البطولة لأحدهما فقط. ولكنهما على الأقل تفوقا على العديد من المدربين ببلوغهما المربع الذهبي للمونديال. وعلى سبيل المثال ، ودع المدرب الإيطالي الشهير مارشيللو ليبي المدير الفني لمنتخب بلاده البطولة الحالية مبكرا بالسقوط في الدور الأول (دور المجموعات) قبل تسليم قيادة الفريق إلى مواطنه شيزاري برانديللي كما سقط مدربو منتخبات البرازيل واليونان والمكسيك وكوريا الجنوبية واليابان وتبعهم الأرجنتيني دييجو مارادونا.