دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف اللبنانية إلى الهدوء وضبط النفس والعودة إلى الحوار السلمي لحل الأزمة. وأعرب في بيان تلاه المندوب البريطاني والرئيس الحالي للمجلس جون سويرز عن دعم الدول الأعضاء للمؤسسات الدستورية بهذا البلد.كما أعرب المجلس عن “قلقه العميق حيال المواجهات والتوتر الراهن في لبنان، بما فيها قطع الطرق وإغلاق مطار بيروت الدولي”. ودعا جميع الأطراف للعمل معا لانتخاب رئيس في إطار المبادرة العربية التي دعت إلى تنصيب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا في أسرع وقت ممكن.وذكر أيضا أن الاستقرار البعيد المدى في لبنان يستند إلى التطبيق الكامل للقرار الدولي 1559 والقرارات الأخرى ذات الصلة.يُشار إلى أن القرار 1559 ينص على انسحاب القوات السورية من لبنان والذي تم بالفعل، كما يدعو لنزع سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية داخل البلاد.وجاء بيان مجلس الأمن بعد اطلاعه على تطورات الوضع هناك من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى هذا البلد الذي حذر من أن الأزمة في لبنان هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. كما اتهم تيري رود لارسن في كلمته أمام المجلس حزب الله بإنشاء هيكليات مؤسساتية موازية للدولة مما يشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين. وقال أيضا “حزب الله أكبر مليشيا في لبنان، يملك بنية تحتية عسكرية ضخمة على هامش الدولة، وهذا يؤثر سلبا على جهود الحكومة من أجل امتلاك حصرية استخدام القوة وفرض القانون والنظام في البلد”. ونقل المبعوث الأممي عن الأمين العام للمنظمة الدولية دعوته جميع الأطراف إلى إنهاء أعمال العنف والشغب في لبنان، وإعادة فتح جميع الطرق.من جانبه اعتبر السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة أن “لبنان يبدو مرة جديدة على شفير نزاع” واتهم حزب الله بالسعي إلى بناء دولة ضمن الدولة. وقال زلماي خليل زاد إن “المعارضة التي يقودها حزب الله تحدت الحكومة الشرعية مستخدمة العنف والترهيب في محاولة لتقويض سلطة الحكومة”.كما حث السفير الأميركي مجلس الأمن على بحث خطوات إضافية، والتحرك بما في ذلك فرض عقوبات إذا لم تسع سوريا وحزب الله لتسوية الأزمة.وقد طالب البيت الأبيض حزب الله بالتوقف فورا عن “نشر التوتر” في لبنان، وقال المتحدث باسمه غوردن جوندرو إن “على حزب الله أن يختار بين أن يكون منظمة إرهابية أو حزبا سياسيا، لكن عليه وقف محاولته أن يكون الاثنين معا”.من جانبها وصفت فرنسا الوضع المستجد بالمقلق، داعية اللبنانيين إلى ضبط النفس “في التصريحات كما في الأفعال” واستئناف الحوار في الإطار الدستوري، وفق بيان للخارجية صدر في باريس جدد الدعم للحكومة والجيش اللبنانيين.