من تيسير الله لعباده أن وضع لهم رخصاً في اثناء السفر لأن السفر غالباً مظنة المشقة وهذا دليل على سماحة الاسلام ومن ذلك جمع صلاة الظهر مع العصر وقصرهما وجمع المغرب مع العشاء وقصر الأخيرة، سواء تقديماً أو تأخيراً ويشترط لذلك أمران، أن تكون مسافة السفر أكثر من ثمانين كيلا تحسبان من نهاية بلده إلى بداية البلد الذي يتم السفر إليها، وأن تكون مدة الاقامة في البلد المسافر إليه أربعة أيام فأقل فإن كانت المدة مجهولة وغير معروف مدة الاقامة فلا بأس في الاستمرار لكن يتوخى الحذر من استغلال الرخصة وألا يترك الجماعة في المسجد ويتأكد الترخيص في الجمع والقصر أثناء السفر إذا كانت في الطريق وتحصل مشقة الوقوف والانتظار أو لا يوجد مكان مهيأ للصلاة فإن كان في مقر اقامته وجاء الوقت فعليه أن يصلي ويجمع الأخرى ولا يؤخر لأنه لا يعلم ما قد يحصل له مما يتسبب في فوات الوقت، وإذا كان في سفره وأخر الظهر ولكن قطع سفره بالعودة قبل العصر فله حق الجمع دون القصر لانقطاع الرخصة في حقه ، وإذا سافر إلى مدينة باتجاه ثم نوى السفر إلى بلدة أخرى باتجاه آخر مروراً ببلده فهو يعتبر في سفر له حق الجمع والقصر ، كما أنه إذا سافر إلى بلد آخر ثم عاد إلى بلده لأداء مهمة بدون نية الاقامة وعاد إلى البلد الآخر فيعتبر في سفر له حق الجمع والقصر لأنه لا يزال في نيته بالسفر وإن اضطر إلى الاقامة قطعها، وكذا الحال إذا عاد إلى بلده لأخذ حاجة نسيها، وفي مسألة التأخير والتقدير في الجمع النظر فيما هو فيه مصلحة وتيسير والأفضل إن كان في مقر اقامته فالتأخير أولى وإن كان في طريق أو عمل فالتقديم أولى خوفاً من خشية ضياع الوقت فتتحول الصلاة من أداء إلى قضاء فيحصل الإثم ، والمسافر يتطلب عليه التفقه في أحكام السفر وسؤال أهل العلم وعدم ترجيح العقل لورود النصوص التي لا يجوز معها الاجتهاد والعسر يضاده اليسر و هذه حكمة بالغة في الجمع والقصر قال تعالى: (ما جعل عليكم في الدين من حرج) وقال تعالى : (يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يسروا ولا تعسروا) فهو ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً. المستشار الشرعي عضو الجمعية الفقهية السعودية