تعكف إسرائيل الآن على وضع خطة لتخفيف حصارها المضروب على غزة ، وما كان لإسرائيل أن تبحث ذلك لولا الضغط الدولي المؤثر بعد اعتدائها على أسطول الحرية .. فقد شكل ذلك الاعتداء نقطة محورية لايقاظ المجتمع الدولي للوقوف على حقيقة الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل .. وضرورة رفع هذا الحصار بأي صورة من الصور .. ولذلك توالت ردود الفعل الأوروبية والأمريكية داعية لأول مرة وبمنتهى الوضوح إلى رفع الحصار عن غزة. وتعهد الاتحاد الأوروبي بوضع خطة لرفع الحصار .. وواجهت إسرائيل انتقاداً أمريكياً صريحاً على فرضها هذا الحصار .. واعترف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ان إسرائيل تواجه بالفعل عزلة دولية .. لذلك يجري الآن في داخل إسرائيل نقاش جاد لرفع الحصار ولكن إسرائيل لا تسميه بهذا الاسم وانما تتحدث عن خطة لتوسيع نطاق البضائع المسموح بدخولها عبر المعابر الحدودية التي يسيطر عليها جيش الاحتلال. وهل كان الفلسطينيون أصلاً في حاجة لغير البضائع المسموح بها .. ولكن لأن إسرائيل تريد أن تعطي انطباعاً حول تهديدات أمنية بحديثها عن صيغة معدلة لتهريب الذخيرة إلى قطاع غزة. مهما يكن الأمر فان إسرائيل بدأت تستشعر خطورة الضغط الدولي وتحاول الالتفاف على ذلك بمبادرة تعكس ما اعتادت على ممارسته من خداع ولكن على المجتمع الدولي أن يعمل على ضمان وصول المساعدات القادمة إلى غزة وعبر المعابر كافة حتى لا تحاول إسرائيل مرة أخرى اعادة الحصار.