يستعد عشاق كرة القدم لاستقبال الحدث العالمي الأبرز في عالم الساحرة المستديرة، حيث تبقت (8) أيام على انطلاق مونديال كأس العالم 2010 الذي سيُقام على أرضٍ إفريقية في الفترة ما بين 11 (يونيو) إلى 11 (يوليو). ورغم اقتراب ساعة الصفر على بدء البطولة، وانشغال الجماهير بمتابعة أخبار واستعدادات منتخباتهم المفضلة، ما يوحي بأن البطولة - قبل أن تبدأ - تسير في طريق الأمان، إلا أن الأخبار الحالية تنبئ ببطولة غير مكتملة النجاح، وهذا ما حذر منه الخبراء حول العالم أجمع، وجعل من الفيفا محط انتقاد من خلال إشادتها المتكررة باستعدادات جنوب إفريقيا لاحتضان المونديال. وتسعى جنوب إفريقيا لإثبات جدارتها بثقة الفيفا الكبيرة ودعمه لها من خلال استضافة المحفل العالمي على أرضها، حيث واجهت الدولة المستضيفة العديد من المشاكل والمحن منذ أن فازت بحق استضافة المونديال، بدءاً من الفضائح المالية بين أعضاء اللجنة المنظمة، ومروراً بببطء الاستعدادات للحدث العالمي، وارتفاع معدل الجرائم في الدولة، وأخيراً مشكلة الحضور الجماهير التي طفت على السطح أخيراً. وتُعد مسألة الحضور الجماهيري من أكثر المشاكل التي تؤرق الفيفا، حيث أفصح المنظمون عن تخوفهم من قلة الحضور الجماهيري في البطولة، وإمكانية وجود مقاعد شاغرة في العديد من المباريات، خصوصاً بعد أن أعادت العديد من الاتحادات الوطنية في العالم آلاف التذاكر التي لم تُبع، ما اضطر الفيفا للتركيز على الجمهور الجنوب إفريقي باعتباره “طوق النجاة” الأخير لنجاح البطولة جماهيرياً. وقام “الفيفا” بتعديلات حول نسبة التذاكر المُخصصة للجماهير داخل جنوب إفريقيا، وخفضت من سعرها ولكن دون جدوى، ما دفع جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا بالاعتراف بأن آلية بيع تذاكر مونديال جنوب إفريقيا 2010 كانت “خاطئة”. ورغم كل هذا، لايزال الفيفا يأمل في تحسّن الأوضاع مع بداية البطولة، وأن تشهد البطولة إقبالاً جماهيرياً سواء من داخل جنوب إفريقيا، أو من الدول المجاورة، حيث يتوقع الفيفا أن يتوافد الجمهور من الدول المجاورة لجنوب إفريقيا، وهي موزمبيق وبتسوانا وزيمبابوي وناميبيا. وعلى الصعيد الأمني، ورغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي وعدت جنوب إفريقيا بتقديمها من خلال توزيع أكثر من 40 ألف شرطي لتأمين البطولة، إلا أن الوضع الأمني لايزال الهاجس الأكبر لدى الجماهير ووسائل الإعلام، خاصةً أن جنوب إفريقيا تشهد معدلات مرتفعة في الجرائم، ما قد يدفع بالعديد من الجماهير ومراسلي وسائل الإعلام إلى الامتناع عن الحضور لجنوب إفريقيا والمخاطرة بحياتهم، وهو عكس ما كان يحدث في بطولات كأس العالم التي تشهد منافسات خاصة سواء بين الجماهير لمؤازرة منتخباتها، أو وسائل الإعلام لتغطية البطولة.