توقف قلمي وتجمد حبره إعجابا وتقديرا بالأعمال التي تقوم بها مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا خلال مواسم الحج فلم يعد قادرا على الوصف والتعبير لأعمال قدمت وأخرى تقدم من قبل مؤسسة نشأت لخدمة الحجاج. وارتفعت وتيرة الإعجاب والتقدير بهذه المؤسسة ومنتسبيها خلال شهر رمضان الماضي حينما رأيت بساحات الحرم المكي الشريف ماتقوم به بعض سيارات (الجولف كار) التابعة لبعض مكاتب المؤسسة من تقديم خدمات إرشاد التائهين خلال شهر رمضان المبارك للمعتمرين وازداد الإعجاب وارتفعت معدلاته خلال موسم حج العام الماضي 1430ه حينما مرت أمامي عربات ال (جولف كار) محملة بالحجاج التائهين من كافة الجنسيات ناقلة إياهم إلى مقار سكنهم دون النظر إلى الجنسيات التي يحملونها أو تجيير المسؤولية لمجموعات الخدمات الميدانية الأخرى أو للمؤسسات المكلفة بخدماتهم . وحينما التقيت برئيس مجلس إدارة المؤسسة خلال موسم حج العام الماضي أثناء زيارة الوفد الإعلامي التركي للمؤسسة تطرقنا للحديث عن المؤسسة ومنجزاتها ونقلت بالترجمة إعجابي وأعضاء الوفد الإعلامي التركي بما تقوم به المؤسسة من خدمات لحجاج بيت الله الحرام وسألته حينها لماذا تقوم المؤسسة بتقديم خدمات ليست من مهامها أو مسؤولياتها؟. فجاءت إجابته سريعة وواضحة وبدون أية مقدمات قائلا : إن ماتراه بعينيك وما تسمعه بأذينك عن انجازات تحققت أو خدمات قدمت إنما هو بفكر وجهد مطوفي المؤسسة ومانحن في مجلس الإدارة سوى داعمين للأفكار ومنجزين للأعمال التي يطرحها ويقدمها مطوفو المؤسسة لضيوف الرحمن. لحظتها أدركت أنني أتحدث مع مسؤل يرى أن أي عمل يقدم إنما هو نتيجة لعمل جماعي منظم فلم يقل إن مجلس الإدارة هو صاحب الفكرة أو صاحب العمل وتمنيت حينها أن تحظى هذه المؤسسة بالتقدير لكونها تعمل بروح الفريق الواحد فلا رئيس ولا مرؤوس داخل أروقتها. وحينما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة في المؤتمر الصحفي بمكتب سموه بجدة الثلاثاء الماضي أسماء الفائزين بجائزة مكة للتميز في دورته الثانية عام 1430ه في فروع الجائزة الثمان وفوز مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ومؤسسة المدينةالمنورة للصحافة والطباعة والنشر مناصفة بجائزة التميز في خدمات الحج والعمرة أيقنت حينها أن الجائزة قد وصلت لمن يستحقها فعلا وهذا ما أشار إليه سمو الأمير خالد الفيصل بقوله: (إن مبررات الفوز لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا تأتي كأفضل مؤسسة مقدمة للخدمة في موسم حج عام 1430ه وحفاظها على الاستثمار لمردودات المؤسسة لخدمة مستحقيها). وأضاف سموه في تعريفه للمؤسسة (أن مقرها مكةالمكرمة تعنى بخدمة ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج من دول جنوب أسيا وتخدم المؤسسة أكثر من 443000 حاج تمثل 27% من نسبة أعداد القادمين لأداء فريضة حج عام 1430ه بالإضافة إلي خدمة المؤسسة لعدد 15 دولة وبعثة حج وتتميز بالكفاءة في عملية التصعيد من وإلى المشاعر وريادتها للاستثمار وبناء المؤسسة للمقر الرئيسي لها). وللحقيقة نقول إن الجائزة وصلت لمن يستحقها فعلا فمؤسسة جنوب آسيا وان كانت ليست الأولى من حيث النشأة فإنها غدت الأولى من حيث سرعة التطوير والارتقاء بالخدمات بدءاً من مراكز الاستقبال ومروراً بمراكز التوجيه ومكاتب الخدمة والمخيمات بالمشاعر المقدسة وخدمات التائهين والمرضى والنقل. واليوم من حق مطوفي هذه المؤسسة الفخر بما حققته من مكاسب جيدة تجير لصالحهم كعاملين في خدمات الحجاج فقد أوجدت لهم كيانا قائما على أسس متينة لا كيانا قائما على أقوال تردد في مناظرات فلسفية. وارتفاع نسبة الحضور في اجتماع الجمعية العمومية إلى نحو 94% من إجمالي العدد يؤكد على أن مجلس الإدارة استطاع أن يبني علاقة جيدة مع مطوفي المؤسسة وهو ما لم تستطع غيرها من المؤسسات تحقيقه.