يقف بايرن ميونيخ الالماني وانتر ميلان الايطالي اليوم السبت على عتبة التاريخ عندما يلتقيان على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد في المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم في سعي كل منهما الى تحقيق ثلاثية تاريخية بعد ثنائية الدوري والكأس المحليين. وتجمع المباراة النهائية بين فريقين يملكان سجلا ناصعا في المسابقة الاوروبية العريقة، فانتر ميلان ابلى البلاء الحسن في الستينيات لكنه اكتفى بلقبين فقط عامي 1964 على حساب ريال مدريد الاسباني 3-1 و1965 على حساب بنفيكا البرتغالي 1-صفر، وهما الوحيدان له حتى الان، علما بانه خسر مباراتين نهائيتين عامي 1967 امام سلتيك الاسكتلندي 1-2 و1972 امام اياكس امستردام الهولندي صفر-2. اما بايرن ميونيخ ففرض نفسه في السبعينيات بقيدة القيصر فرانتس بكنباور والمدفعجي غيرد مولر والحارس الاسطورة ةسيب ماير، وتوجها بثلاثية متتالية اعوام 1974 على حساب اتلتيكو مدريد الاسباني 4-صفر و1975 على حساب ليدز يونايتد الانكليزي 2-صفر و1976 على حساب سانت اتيان الفرنسي 1-صفر، قبل ان يعززها بلقب رابع عام 2001 على حساب فالنسيا الاسباني 5-4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1. وخسر الفريق البافاري 3 مباريات نهائية اعوام 1982 امام استون فيلا الانكليزي صفر-1، و1987 امام بورتو البرتغالي 1-2، و1999 امام مانشستر يونايتد الانكليزي 1-2. وفاجأ الفريقان الجميع هذا الموسم حيث لم يكن اي احد يتوقع بلوغهما المباراة النهائية لكنهما خالفا التوقعات وحجز كل منهما لنفسه مقعدا في سانتياغو برنابيو، لكن عن جدارة واستحقاق بالنظر الى العروض الرائعة التي قدمها كل منهما في المسابقة واقصائهما لفرق مرشحة، حيث ازاح انتر ميلان تشلسي الانكليزي من ثمن النهائي وجرد برشلونة الاسباني حامل اللقب وصاحب السداسية التاريخية الموسم الماضي من دور الاربعة، فيما راح يوفنتوس الايطالي ومانشستر يونايتد الانكليزي بطل 2008 ووصيف بطل 2009، ضحية الفريق البافاري، الاول في الدور الاول والثاني في ربع النهائي. تألق بايرن ميونيخ وانتر ميلان لم يقتصر على المسابقة الاوروبية فقط بل محليا من خلال تتويج كل منهما بلقبي الدوري والكأس المحليين، ليبقى حلم كل منهما الظفر بالثلاثية التاريخية التي لم يسبق لاي منهما ان حققها منذ تأسيسه وتكرار انجاز مانشستر يونايتد عام 1999 وبرشلونة العام الماضي. يذكر ان سلتيك الاسكتلندي وايندهوفن الهولندي حققا الثلاثية، الاول عام 1967 والثاني عام 1988 بيد ان مستوى المنافسة في المسابقات المحلية في بلاديهما لا توازي نظيرتها في انكلترا واسبانيا. ويأمل مدربا الفريقين الهولندي لويس فان غال (بايرن ميونيخ) والبرتغالي جوزيه مورينيو (انتر ميلان) ياملان في انجاز فريد من نوعه هو احراز اللقب الاوروبي مع فريقين مختلفين لمعادلة انجاز النمسوي ارنست هابل مع فيينورد روتردام الهولندي عام 1970 وهامبورغ الالماني عام 1983، والالماني اوتمار هيتسفيلد مع بوروسيا دورتموند الالماني عامك 1997 ثم مع بايرن ميونيخ الالماني ايضا عام 2001. ونال فان غال اللقب القاري مع اياكس عام 1995، فيما تذوقه مورينيو مع بورتو عام 2004. ويملك الفريقان الاسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة في صالحه كون صفوفهما مدججة بالنجوم. ويعول بايرن ميونيخ على قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة الدولي الهولندي اريين روبن الذي يدين له الفريق البافاري بشكل كبير بالتأهل الى النهائي خصوصا هدفاه في مرمى فيورنتينا الايطالي في ثمن النهائي ومانشستر يونايتد في ربع النهائي، الى جانب الكرواتي ايفيكا اوليتش صاحب الثلاثية في مرمى ليون الفرنسي في اياب الدور نصف النهائي، والمهاجم الواعد توماس مولر ولاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر الذي تعقد عليه الجماهير الالمانية امالا كبيرة في المونديال لسد فراغ غياب النجم ميكايل بالاك بسبب الاصابة. وسيكون النجم الفرنسي فرانك ريبيري الغائب الاكبر عن المباراة النهائية بسبب الايقاف 3 مباريات لطرده في ذهاب الدور نصف النهائي لضربه مهاجم ليون الارجنتيني ليساندرو لوبيز. وحاول بايرن ميونيخ تقليص فترة العقوبة من خلال استئنافه قرار لجنة الانضباط في الاتحاد الاوروبي ولجوئه الى محكمة التحكيم الرياضية، بيد ان محاولاته باءت بالفشل. لكن فان غال لن يواجه مشكلة في غياب ريبيري لانه خليفته الدولي التركي حميد التينتوب جاهز لسد الفراغ وهو برهن على ذلك بشكل كبير في اياب دور الاربعة عندما ساهم في الفوز الكبير على الفريق الفرنسي سواء من الناحية الدفاعية او الهجومية. وقال فان غال “لا شك ان غياب ريبيري يشكل ضربة موجعة، انه لاعب كبير ويملك خبرة كبيرة في الملاعب الاوروبية وبامكانه حسم نتيجة المباراة في اي وقت، لكن ما عسانا نفعله فهو موقوف وبديله جاهز”. وتابع “انها امور غير متوقعة، ويجب التعامل معها بشكل جيد. بايرن ميونيخ لا يتوقف على لاعب واحد، انها مجموعة من اللاعبين ستبذل كل ما في وسعها من اجل احراز اللقب القاري”. يذكر انه الموسم الاول لفان غال مع بايرن ميونيخ وهو استطاع ان يخرجه من البداية المخيبة للموسم الى تألق بارع في نهايته. واعتبر فان غال ان حظوظ فريقه اكبر في مواجهته مع انتر ميلان، وقال “فرصتنا امام انتر ميلان اكبر بكثير مما لو ان المواجهة مع برشلونة. انتر ميلان لا يلعب باسلوب هجومي كما برشلونة”. من جانبه، اعتبر المدافع فيليب لام “انتر ميلان يناسبنا اكثر من برشلونة، لكن المباراة ستكون صعبة”، في حين رأى لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر “كنت اتمنى ان يتأهل انتر ميلان، لكن يجب الا ننسى ان هذا الفريق قوي لانه هزم تشلسي (الانكليزي) وبرشلونة. انه بالنسبة الي مرشح قوي لاحراز اللقب”. وتكتسي المباراة اهمية كبيرة بالنسبة الى روبن انها تقام على ملعب ريال مدريد الذي استغنى عن خدماته مطلع الموسم الحالي بعدما تعاقد مع نجومه البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة وتشابي الونسو. وسيحاول روبن بذل كل ما في وسعه من اجل الظفر باللقب الذي كانت تحلم به جماهير النادي الملكي الذي خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات. ولا يختلف الامر بالنسبة الى مواطنه لاعب وسط انتر ميلان ويسلي شنايدر والارجنتيني استيبان كامبياسو ومواطنه والتر صامويل. في المقابل، يملك انتر ميلان تشكيلة زاخرة بالنجوم ووحدهما المهاجم الغاني الاصل ماريو بالوتيلي والمدافع العملاق ماركو ماتيراتزي حظيا كايطاليين بشرف اللعب احيانا اساسيين، لان التشكيلة الاساسية كلها نجوم من خارج ايطاليا بدءا من حراسة المرمى حيث البرازيلي جوليو سيزار مرورا بخط الدفاع حيث يلعب مواطناه لوسيو ومايكون والارجنتينيان خافيير زانيتي ووالتر صامويل، وخط الوسط بتواجد الصربي ديان ستانكوفيتش والارجنتيني استيبان كامبياسو والهولندي ويسلي شنايدر،وصولا الى خط الهجوم والكاميروني صامويل ايتو والمقدوني غوران بانديف والارجنتيني غابريال ميليتو صاحب 22 هدفا في الكالتشيو. ويعول مورينيو كثيرا على مباراة الغد كونها قد تكون الاخيرة له مع انتر ميلان لانه مرشح بقوة الى الانتقال الى تدريب ريال مدريد الاسباني خلفا للتشيلي مانويل بيليغريني، كما انه لن يكون له اي حافز لمواصلة مشواره مع الفريق الايطالي حتى عام 2012 بما انه سيحقق حلم الانتر ورئيسه ماسيمو موراتي الذي صرف اموالا طائلة من اجل الظفر بلقب المسابقة الاوروبية العريقة. واعرب مورينيو بنفسه عن امله في تدريب ريال مدريد في الاونة الاخيرة، وقال “اريد تدريب ريال مدريد بنسبة مئة بالمئة. لا اريد ان اقول بان ذلك سيكون الموسم المقبل او في وقت لاحق”، مضيفا “مدرب او لاعب كبير لا يلعب في نادي مثل ريال مدريد يترك فراغا في مسيرته الاحترافية”، مشيرا الى ان “خياراتي الوحيدة هي ريال مدريد او انتر ميلان”. وينتهي عقد مورينيو مع انتر ميلان عام 2012 وسبق له ان قاد بورتو الى لقب دوري ابطال اوروبا عام 2004 وتشلسي الانكليزي الى اللقب المحلي عامي 2005 و2006، وانتر ميلان الى اللقب المحلي في العامين الاخيرين مع كأس ايطاليا هذا الموسم.