كلما دقت ساعة معلنة استمرار حياة إنسان ما وسعادته برزت لدى الحاقدين الحاسدين مؤشرات تحمل بين طياتها كلمات مغلفة بغطاء جميل في شكله قبيح في مضمونه مليء بالسموم التي تعرض الإنسان إلى حالة من التوتر والإجهاد التي أوضح علماء النفس وأخصائيو العلاج النفسي أنها من العوامل الأساسية لما يعرف بغليان الدم وارتفاع الضغط ويرون أن الأسباب الرئيسية لظهور مثل هذه الحالات لاتتمثل في الإجهاد البدني أو الفكري لكنها تراكمات لخيانة وإساءة تعرض لها الشخص إضافة لمشاهدات وتصرفات يراها بارزة من خلال تصرفات صبيانية فعلية كانت أو لفظية وهي إفرازات لجهل وحقد وحسد تملكته. وحينما يقف حامل الابتدائية متحدثا كأنه أستاذ أكاديمي نرى أن هناك فرقاً بين الاثنين فحامل الابتدائية لايعرف إن كان الفرزدق هو الجاحظ أم أنهما اثنان مختلفان ونراه يسرد من القصص والحكايات كذاك الحكواتي الذي كان يدور بالأحياء ويجلس بالمقاهي يروي الحكايات مقابل مبالغ ماليه تقدم له. وغليان الدم وارتفاع الضغط يأتي من مشاهدات لأطفال فتلك حقيقة أكدتها دراسة تجريبية أجريت في “جامعة تينيسى” الأمريكية على عدد كبير من الطلاب ثبت أن مجرد التحدث لدقائق عن الإساءة والخيانة التي يتعرض لها الإنسان من الآخرين تؤدي إلى تغيرات ملحوظة في ضغط الدم ومعدل نبض القلب ومستوى التوتر العضلي ومعدلات الموصلات العصبية والنشاط الكهربي في الجهاز العصبي “ ويرى المتخصصون أنه لكي تقاوم الضغوط فعليك بالصبر فهو “ يساعد على التخفيف من الإجهاد الجاسم على الأعصاب حيث يقل إفراز هرمونات التوتر (الأدرينالين) و(الكورتيزول ) وبالتالي تسترخي العضلات وتتسع الأوعية الدموية وينخفض ضغط الدم ويقل معدل ضربات القلب وتتحسن وظائف جهاز المناعة فينتج الأعداد الكافية من الخلايا التي تحمى الجسم وتقضى على الجراثيم وتقاوم الأمراض المختلفة فيعيش الفرد حياة سعيدة هادئة ويتمتع بالصحة وطول العمر”. وان كان المتخصصون قد أشاروا إلى الصبر كحل أمثل فان الحق تبارك وتعالى قد أشار في أكثر في موضع إلى الصبر قال تعالى : ( فاصبر إن وعد الله حق) وقال تعالى ( وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) وقال تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقال تعالى ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (2280 ) وقيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال :التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن. وقال ابن القيم : “ فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه “ انتهى. “ زاد المعاد “ ( 4) 195 أفبعد هذا نقف حائرين خائفين عما ابتلينا به أم نفوض أمرنا إلى الله ونصبر على ما ابتلينا به من محن؟. قال الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي