يقولون في الأمثال الشعبية (البيوت أسرار) وهذا المثل اصاب كبد الحقيقة، وما كنت متخذاً مفاتيح تصنع لعبوري مساراً وتعلن توقيت افتراق مصراعين كلاً الى حيث وجهته تبعاً لوضعية تلك الدار، ولكن المشكلة عندي هي ليست فيمن يبحث عن اسرار البيوت فذلك باحث غير معروف ومسعاه غير مكشوف وامره لله العالم بمكنوناته ولكني اجد ان المشكلة تفوق حجمها ومساحتها وبالتأكيد انما المصيبة التي تعتبر اكبر من المشكلة تتلخص في الباحث الملقوف او الحشري الذي ما ان يراك سارحاً مع افكارك تقلب صفحات الايام تبحث لكل صفحة عن طريقة تحل محتوياتها من مشاكل وهموم وغير ذلك الا وينبري ذلك الانسان الحشري (الميليقيف) وينطلق فحيحه موجهاً سهام سؤاله الى صدر مساعيك في البحث عن مخارج بقولة (ليش ماد بوزك شبرين) فان حاولت ازاحته عن طريق بحثك بقولك : (ولا حاجة) لن يطيعك بل سيقول مؤكداً لقافاته العريقة : لا هذه التبويزة لازم لها سبب. هنا يبرز المثل الشعبي القائل في تأكيد رادع فإن (البيوت اسرار) وهي معنى لافهام الملاقيف الذين علهم ان يعلموا ان مثل ما هي البيوت اسرار (فالنفوس اسرار) فيا ملاقيف الدنيا.. اعطوا المبوز راحته بمد بوزو شبرين ولا مترين ولا ميلين فربما كانت عوامل تجهلونها ادت الى هذا الامتداد ولا تكونوا عاملاً من عوامل الامتداد عندها ستتحول التبويزة الى تكشيرة وغيرها من المقبلات الملبوسة ومنها ما هو ملبوس (ومركوب) وقد تكون شديدة التأسيس مجودة بمخلفات الاطارات (الكفرات) .. ترى أيتعذب ويتعب من تبويزته أم المبوز ينسى سببها. تصبيرة حتى اللقاء ما الذي يمتاز به النذل هل هي نذالته ام قدرته على المواربة والمداراة والمراوغة؟ في اعتقادي ان النذل له امتيازات كبيرة ولن اقول عظيمة فهي كبيرة وواسعة وفسيحة تستطيع ان تتمدد الى ابعد من مساحات الكون ولكن أهم ما يميزه في نظري ونظر كل الشرفاء انه بكل نذالته لا يستطيع أن يرتقي الى مستوى اسوأ المجرمين واخسهم واغدرهم لأن المجرم يظل في رتبة عالية لا ولن يصلها النذل فالنذل في انحطاط حقير وفي حقارة منحطة فهو يستمد تعاليم نذالته من مستنقعات الانذال الآسنة والعفنة. وعلى كل شريف وكل انسان عالي الانسانية أن يصوب سهامه الى صدر كل نذل لا بل وان يطرقها ولا يكفيه التصويب بل عليه اصابة الهدف في مقتل. النذل من أهم قواعده الغدر، الغيبة، النميمة، الخيانة، السرقة، الخسة، السفالة، الانحطاط وكل ما يمت بصلة الى قاموس هذه الكلمات ولكن المجرم قد يتصف بواحدة وقد يقلع ولكنه يستعيب ويترفع ان يكون كتلة متحركة تتدلى منها كل هذه الصفات لذلك فهو يرفض ان يكون نذلاً وفي الوقت ذاته لو سألنا النذل ماذا يتمنى أن يصل إليه لقال اتمنى أن أرتفع الى مستوى المجرم اي ان يخفف من هذه النياشين القذرة التي تطلق اصواتها مثل (كشح الحمير ايام زمان) لقال لك (ياريت) ولكن أين منه ياريت.