تنطلق بداية شهر مايو القادم فعاليات معرض اكسبو العالمي 2010م ، المقام على ضفاف نهر هونج بو في شنغهاي ، ثاني أكبر المدن الصينية بعد بكين ، الذي يعد الأضخم في تاريخ المعارض الدولية حيث تشارك فيه أكثر من (200) دولة وعدد كبير من المنظمات الرسمية المختلفة والشركات العالمية ، وتستمر فعاليته (6) أشهر حتى نهاية شهر أكتوبر ، تحت عنوان “مدينة أفضل ، حياة أفضل”. وتشارك المملكة العربية السعودية في المعرض ممثلة بوزارة الشؤون البلدية والقروية في هذا المحفل العالمي ، وبذلت الوزارة في سبيل ذلك جهودا حثيثة ومتواصلة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المشاركة. وعبر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية الذي سيحضر افتتاح المعرض كما يفتتح جناح المملكة في هذا المحفل العالمي بهذه المناسبة عن تشرف الوزارة بتمثيل المملكة في هذا المعرض العالمي وقال: بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تشرفنا في وزارة الشؤون البلدية والقروية بمهمة تمثيل المملكة في معرض إكسبو العالمي 2010 المقام في الصين ، وإننا وفي ظل متابعته المستمرة وتوجيهاته الكريمة لم نألو جهداً في تكريس الطاقات وشحذ الهمم وتوفير الإمكانات ومواصلة العمل الجاد لتحقيق تطلعات المملكة حكومة وشعباً والوصول إلى جني الثمار المرجوة من هذه المشاركات العالمية لنعكس الصورة الحقيقية عن مملكة الإنسانية والتطور الذي تحققه على كافة الأصعدة وما تتميز به على مستوى القيم والثقافة والصناعة والاقتصاد والنهضة العمرانية التي واكبت ذلك كله. من جانبه قال المفوض العام لجناح المملكة الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ:إن جناح المملكة في إكسبو 2010 بني ليكون جسرا للتواصل مع الشعب الصيني الصديق بشكل خاص ، ومع شعوب العالم بشكل عام ، يتعرفون من خلاله على ثقافتنا وتاريخنا وموروثنا الشعبي . من جهته أكد المدير التنفيذي لجناح المملكة الدكتور محمد الغامدي أن جناح المملكة بضخامة بنائه وحجم المشاركة فيه وتنوع برامجه ومحتوياته يعكس قوة الروابط بين المملكة والصين والمصالح المشتركة مشيراً إلى أن العلاقات السعودية الصينية تمتد لأكثر من عشرين عاما من التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والاقتصاد وغيرها وتبشر بمستقبل واعد وفضاء لا حدود له من التعاون الثنائي والمشاريع المشتركة. ويعد جناح المملكة من أكبر الأجنحة بعد الجناح الصيني حيث يتميز ببنائه الضخم المتفرد في تصميمه المتميز بموقعه والذي صمم على شكل “سفينه” باتجاه المملكة تأكيدا لوضوح الرؤية والاتجاه كما أن الشكل الانسيابي والرشيق لمبنى الجناح السعودي هو أيضا مستوحى من إبريق الكنز في التراث الصيني وتم بناء جناح المملكة في موقع متميز مطل على نهر هوانج بو ، حيث رست السفينة على حديقة الصداقة السعودية الصينية التي مزجت في تصميمها بين عدة عناصر تقليدية في كل من المملكة العربية السعودية والصين. وتزينت جدران الجناح بالزخارف الإسلامية الأصيلة إشارة إلى مكانة الدين في حياة السعوديين وأنه الباعث الحقيقي للتطور والازدهار والتنمية حتى جاءت محتوياته منسجمة مع حكمة الصحراء وحياة المياه ورخاء الواحات ، لتعكس بذلك التنوع الثقافي والجغرافي والتقدم التنموي الذي تعيشه المملكة ، ويعكس الممر الثنائي الحلزوني وسط الجناح السعودي أهمية التطور والتنمية المتوازنة بين الاقتصاد والرخاء من جانب وثقافة الشعوب من جانب أخر ، وتم تصميم الجناح هندسيا ليستهلك قدرا أقل من الطاقة ، ليقدم بذلك مثالا على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة لمستقبل أفضل وعالم مزدهر. وفي فناء المعرض توجد ساحة العروض الفلكلورية الثقافية التي زودت بكل التجهيزات الفنية واللوجستية المطلوبة لإقامة العروض الفلكلورية الشعبية التي تعكس التنوع الثقافي وفي الموروث الشعبي بين سكان المناطق المختلفة في المملكة مع المحافظة على الوحدة في القيم والمنطلقات الوطنية. ويطلع زوار جناح المملكة عبر فيلم قصير من خلال رحلة مدهشة ماتعة واقعية تأخذهم آلاف الكيلومترات يجوبون خلالها مناطق المملكة المختلفة ويستعرضون أهم معالمها ويتابعون تطورها على مختلف الأصعدة العمرانية والصناعية والاقتصادية من خلال السير المتحرك الذي يمر فوق شاشة عملاقة على مساحة (1600) متر مربع تعد من أكبر الشاشات من نوعها على مستوى العالم ، والأكثر تقنية وتطورا ، وقد تم تجهيزها بنظام صوتي متطور للتعايش مع اللقطات والمشاهد المعروضة. واستمر العمل على إعداد هذا الفيلم القصير شهورا لاختيار اللقطات والمشاهد التي تعكس التنوع والتطور والتنمية التي تعيشها المملكة. وعلى سطح السفينة يطلع زوار جناح المملكة على خيمة بدوية تتربع بين نخيل باسقات تمثل طرفا من بساطة حياة البادية بعيدا عن التعقيدات المعاصرة والحداثة في فضاء مفتوح لا سقف له. وعلى الجهة المقابلة من نهر هوانج بو ، أقامت اللجنة المنظمة لمعرض إكسبو 2010 ميدانا لأفضل التجارب الحضرية ، وقد شاركت المملكة بتجربتها الرائدة في توفير مئات الآلاف من الخيام المخصصة الآمنة في منطقة منى لاستيعاب أكثر من مليوني حاج كل عام ، خلال أيام قلائل يؤدون فيها مناسك الحج ، وقد تم تزويدها بخدمات غذائية متكاملة ، ومرافق لتوفير المياه وأنظمة الصرف الصحي ومراكز الإسعافات الأولية والخدمات الطبية ووسائل النقل المختلفة. تجدر الإشارة إلى أن مشروع خيام منى - بخدماتها وتجهيزاتها - قد تم اختياره من ضمن أفضل (55) نموذجا للتجارب الحضرية من بين (226) على مستوى العالم للمشاركة في معرض إكسبو 2010. يذكر أن الدورة الأولى للمعرض أقيمت عام 1851م في لندن تحت اسم “معرض الصناعات الدولي” حيث عرض البريطانيون أكثر من (100) ألف قطعة من المنتجات الصناعية التي طوروها خلال الثورة الصناعية ، ومنذ ذلك الوقت تمت إقامة عشرات المعارض على فترات منتظمة ، وفي كل دورة عرضت وسجلت إنجازات وتطورات العصر والحداثة التي حققتها الدول المشاركة ولاسيما إنجازاتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والإنشاء المعماري وحياة الناس وغيرها من المجالات المختلفة. وقد كان معرض إكسبو خلال دوراته المختلفة منطلقا لكثير من الأفكار والإنجازات البشرية المتميزة ففي إكسبو نيويورك عام 1964م نشأت فكرة حديقة ديزني ، كما أن برج إيفل الشهير الذي يعتبر رمزا من رموز باريس قد بني بمناسبة إكسبو باريس لعام 1889م. ومن المتوقع أن يشهد معرض إكسبو لهذا العام في دورته ال 41 كثيرا من المفاجآت والإنجازات البشرية غير المسبوقة.