في خضم الثورة البحثية السعودية نحو العالمية، يتنافس 17 باحثاً وباحثة من جامعة الملك سعود للفوز بمقاعد في الكلية الإمبراطورية في لندن لمواصلة التدريب البحثي في مجال أبحاث علوم القلب الأساسية والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه ضمن اتفاقية التعاون الدولي وبرامج التوأمة العالمية بين جامعة الملك سعود والجامعات العالمية. وسيكون أمام هؤلاء الباحثين، اليوم (السبت) مهمة صعبة لمواجهة عمالقة جراحة القلب على مستوى العالم، إذ يقود الفريق العلمي لاختيار الباحثين الجراح العالمي المشهور البروفيسور مجدي يعقوب أستاذ جراحة القلب بجامعة الملك سعود، إضافة إلى ثلاثة من العلماء والمسؤولين التنفيذيين في معهد البروفيسور مجدي يعقوب التابع للكلية الإمبراطورية في لندن، وعملاقي جراحة القلب السعوديين البروفيسور محمد راشد الفقيه رائد جراحة القلب المفتوح في الشرق الوسط وأستاذ جراحة القلب في جامعة الملك سعود، والبروفيسور محمد فوده مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب ورئيس قسم علوم القلب في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ونخبة من أساتذة كلية الطب وكلية العلوم في الجامعة. كما سيقوم كل من البروفيسور مجدي يعقوب ضمن زيارته لمركز الملك فهد لمراض وجراحة القلب في جامعة الملك سعود، والبروفيسور محمد الفقيه بإلقاء محاضرتين قيمتين غدا (الأحد) بعنواني (زراعة القلب وإعادته تأهيل القلب) للبروفيسور مجدي يعقوب، و(المستقبل لمركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب) للبروفيسور محمد الفقيه، وذلك في تمام الساعة العاشرة صباحا في القاعة الرئيسية في كلية الطب. من جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور محمد فوده مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب ورئيس قسم علوم القلب في كلية الطب، أنه سيتم الإعلان بعد محاضرتي البروفيسور مجدي يعقوب والبروفيسور محمد الفقيه، عن أسماء المقبولين للدفعة الثانية للبرنامج. وأشار مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب ورئيس قسم علوم القلب بفي كلية الطب، بأن القسم سيقوم بعقد اجتماعه الدوري السادس غدا (الأحد) بحضور سعادة البروفيسور مجدي يعقوب، والبروفيسور محمد الفقيه للاستفادة من خبرتهما في الكثير من الأمور التي تهم القسم والمركز. يذكر أن البروفيسور مجدي يعقوب سبق أن أنضم إلى عضوية هيئة التدريس في جامعة الملك سعود (كأستاذ غير متفرغ) في إطار تفعيل عقد الخدمات الذي سبق وأن وقعته معه الجامعة، حيث تتركز الاتفاقية الموقعة مع البروفيسور يعقوب على تنفيذ برنامج عمل يتضمن التدريب ونقل الخبرة الفنية من معهد بحوث البروفسور يعقوب إلى مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب في مستشفى الملك خالد الجامعي. ويعد البروفيسور مجدي يعقوب أبرز جراحي القلب في العالم، وقد ولد في 16نوفمبر 1935 في مدينة أسوان في مصر، ودرس الطب في جامعة القاهرة، وتابع دراسته في شيكاغو في الولاياتالمتحدة، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 حيث عمل في مستشفى الصدر في لندن، ثم انتقل إلى مستشفى هارفيلد ليكون اختصاصي القلب والرئتين من عام 1969 إلى عام 2001، ومديراً لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992. ومنذ عام 1967 والبروفيسور مجدي يعقوب مهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب، وفي عام 1980 أجرى عملية نقل قلب للمريض دريك موريس الذي أصبح أبرز مرضى القلب الذين ظل قلبهم المنقول يعمل حتى وفاته في يوليو 2005. ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات نقل قلب الممثل الكوميدي البريطاني إيريك موركامب، وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1992 لما قدمه من خدمات متميزة في مجال جراحة القلب، كما حصل الدكتور مجدي يعقوب على زمالة كلية الجراحين الملكية في لندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كل من جامعة برونيل وجامعة كاردف، وجامعة لوفبورا وجامعة ميدلساكس وجميعها بريطانية، كما حصل على درجة شرفية من جامعة لوند بالسويد، وله كراسي شرفية في جامعة سينيا بإيطاليا، وجامعة لاهور بباكستان. وفي عام 2006، قطع الدكتور مجدي يعقوب اعتزاله العمليات، ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع لطفلة مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، وكان قلب الطفلة لا يزال موجوداً خلال العملية السابقة التي أجراها صاحب الأنامل الساحرة، فيما نجح فريق طبي مصري بقيادة الدكتور مجدي يعقوب بتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف الذي سمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام. ، كما نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذه الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها ثلاثة سنتمتر.