الدور الاجتماعي للمرأة ضرورة حياتية يلمسها الواقع وتؤكدها التجارب ويحتاجها المجتمع وتشيد بها نتائجها الراقية، وهذا ما هدفت إليه الندوة العالمية للشباب الإسلامي من إيجاد هذا النموذج الذي يقدم التكاملية في العمل الخيري والإنساني بين شقي المجتمع (الرجل والمرأة) ومن ثم كان القسم النسائي بالندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي كانت له معالمه وأهدافه الواضحة التي تهتم بالفتاة المسلمة وتعمل على تقديم كل ما هو نافع ومفيد للتطوير من قدراتها وإمكاناتها في زمن الانفتاح الإلكتروني والفضائي عبر البرامج والأنشطة الشبابية الراقية التي تنظمها نسائية الندوة ، وكان من ضمن هذه البرامج مجموعة من الأنشطة الهادفة قدمها القسم النسائي بالندوة للمجتمع المحلي ليظهر من خلالها الدور الرائق الذي تقدمه المرأة لمجتمعها. تَبَدى هذا الدور بفاعلية حينما ساهمت المتطوعات بالندوة في الأحداث الأليمة التي ألمت بمحافظة جدة في كارثة السيول الأخيرة، التي دمرت الأحياء وأزهقت الأرواح، وأتلفت الحياة في كثير من المناطق. لقد قمن بمساعدات عينية ودعم نفسي لمواساة أكثر من (100) أسرة منكوبة، وما زال القسم يشرف حتى الآن على ترميم وتأثيث 150 منزلاً متضرراً في (قويزة وكيلوا 14) كما وزع أكثر من 350 سلة غذائية وحقائب ومرايل مدرسية، علاوة على الاحتياجات الأساسية الأخرى لأبناء المتضررين كالثياب والأحذية وغيرها. وهو الجهد الذي تكلل بالشكر والتقدير من الجهات المسؤولة، و على رأسها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود محافظ محافظة جدة، تقديراً منه لجهدهن المثمر، وتبعه خطاب شكر من المدير العام لإدارة التربية والتعليم، على الإسهام في حملة رحماء بينهم، التي أطلقها القسم برعاية وزارة التربية والتعليم ونفذت المرحلة الألى منها لدعم ومساندة منسوبات قطاع التعليم المتضررات من السيول. وشملت ساكنين في حي قويزة في شارع جاك الأكثر تضرراً والذي يحتاج ساكنوه إلى جلسات وأثاث بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية والمساعدات الغذائية, وفي مجال رعاية الطفولة والأمومة أقام القسم مؤخراً مهرجاناً خاصاً للأطفال والأمهات تحت شعار (سنة سعيدة) وذلك لدعم الأسر المتضررة من سيول جدة وتعويد الأطفال على مبدأ الإيثار ومشاركة الآخرين في الأزمات، شارك في المهرجان أكثر من 200 سيدة وطفل، وشمل العديد من الفقرات والأركان الممتعة التي قُدّمَتْ في قالب مبتكر ومميز. كما أطلقت نسائية الطائف نادياً للأطفال من سن 5-12 يعرض فيه برامج تربوية وثقافية تحت إشراف جهات ومؤسسات التنمية البشرية التي تقدم ما ينمي عقل الطفل في مراجله المتقدمة وتأسيسه ثقافياً وعقلياً، وهي الخطوة المثلى لتخريج جيل يعمل لوطنه وينهض بأمته، كما تعمل هذه النوادي على زيادة التواصل مع المجتمع من خلال هذه البرامج الإبداعية. أما في مجال الرعاية الشبابية فقد حرص القسم على تقديم دورات توعوية للفتيات، كان منها دورة (كيف تجعلين هدفك يطوف العالم) التي نظمتها نسائية الندوة بالطائف بداية هذا العام 1431ه وحضرتها أكثر من (100) طالبة من طالبات المرحلة المتوسطة إلى الجامعية. تعرفن خلالها كيف يمكن للفتاة أن توفق بين طموحاتها وآمالها العريضة وواقعها الاجتماعي والعلمي، حتى لا تصاب بالإحباط بسبب التخطيط غير الواقعي، الذي لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع بسهولة وطالبت المحاضرة من المشاركات بضرورة عمل جدولة للأهداف، ووضع مواعيد لإنجازها وفق خطة واضحة وممكنة التنفيذ. وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بتطوير الذات بدءاً بتوثيق الصلة بالله وقراءة القرآن لتقوية الإيمان وانتهاءً بالالتحاق بالدورات التطويرية التي تصقل مهارة الفتاة وتطور ذاتها واعتبرت الأستاذة رسمية أن ذلك يُعد أساساً قوياً تنطلق منه الفتاة لترقى إلى ما ترنو إليه وهي ثابتة الخطى. وفي حي العزيزية بمكة المكرمة نظم القسم دورة تدريبية بعنوان ( كيف تتدبرين القرآن؟ ) وذلك لربط قراءة القرآن بالقواعد السلوكية والأساليب التربوية منه، قدمتها المستشارة والمرشدة النفسية في جامعة (سافوك) بالولايات المتحدة (بدرية عبد الكريم العزاز)، وشارك فيها أكثر من 30 فتاة وسيدة، تطرقت فيها لعدة محاور منها -أهمية تدبر القرآن والتعمق في معاني الآيات -إمعان النظر في القصص والعبر التي نزلت فيه - الفرق بين التدبر والتفسير. أما دورة (بطلت القصة) التي نظمتها نسائية جدة بحضور (150) مشاركة ، وتقديم المدربة الدكتورة(كاميليا حلمي رئيسة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل) فهدفت إلى تثقيف الفتيات بسلبيات التقليد الأعمى للثقافة الغربية والانفتاح عليها, ومعالجة قضايا الحب بين الفتيات الذي بدأ يستشري ويتفشى بينهن في السنوات الأخيرة, . وناقشت كذلك عدداً من الظواهر السلوكية الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي التي بدأت تتفشى بين الشباب والشابات كظاهرة بالإعجاب بين الفتيات والعلاقات غير السوية بين الشبان الصغار، واستعرضت علاقتها بما هو رائج في الغرب من تحرر وانفتاح كما أوضحت مدى تعاسة المرأة الغربية وما تعانيه من مشكلات في حياتها بسبب الجري وراء الشعارات البراقة الكاذبة التي تخالف فطرتها وتنادي بمساواة المرأة بالرجل في كل شيء وبتحريرها من كل القيود وتمردها على القيم والأخلاق تحت شعار الحرية الشخصية. وتطرقت لما قدمه الإسلام للمرأة من تكريم ورفعة، ومساواتها للرجل في التكليف وأن الخطاب الرباني لها لم يميز بينها وبين الرجل في كثير من المواضع في القرآن الكريم قال تعالى:(المؤمنين والمؤمنات) فالأمانة هي التكليف وقبول أوامر الله ونواهيه ولا دخل لجنس الإنسان فيها ذكراً كان أو أنثى, موضحة أن الرجل والمرأة في الإسلام يتساويان في المقام، ويختلفان ويتكاملان في المهام، فهما يتقاسمان مهمة إقامة أسرتهما ورعاية أبنائهما وتربيتهما. وأوضحت: أن تقاسم المرأة والرجل للمهام فيما بينهما، يدل على تشريف الله لهما وأنهما خلفاء الله في الأرض، ففي حين تقوم المرأة بدور الأم وترعى الأبناء كلف الله الرجل بتوفير الحياة الكريمة لها ولأبنائها ورعايتها وحمايتها، فكان ذلك إكراماً لها وأشارت:أنَّ تَمَايُزَ كلٍّ من الرجل والمرأة بخصائص وملكات وقدرات بدنية ونفسية معينة لا تجعل أحدَهما أعلى شأنًا من الآخر؛ ولكنه مَنُوطٌ بصلاحِيَّتِه لأداءِ وظائفَ حياتيةٍ وحيوية معيّنة لا يستطيع الآخر القيام بها، وهي سُنَّة الله في البشر كافَّة حتى بين الرجال وبعضهم والنساء وبعضهن.