يطيب لي ولنفسي ويحلو لها أن أنادي والدي الحبيب بأبي الحاج فهذا اللقب يتمناه كل مسلم أن يمنحه اياه رب العزة والجلال قبل انتقاله اليه فهو الركن الخامس من أركان الاسلام ديننا الحنيف ودستورنا نسأله بعظمته وعلو شأنه ورحمته أن يحيينا ويميتنا مسلمين.. فوالدي مَنّ الله عليه بلباس الصحة والعافية بلغه مولاه وأنعم عليه بأكثر من خمسين حجة وهذا هو الشرف العظيم لهذا المخلوق العزيز لقلبي والأقرب من نفسي كما أنه الانسان الذي رباني وأغدق عليّ بأفضاله منذ ولادتي والى وقتي الحاضر لا ولن أجزيه على كل ما قدم لي بل أسأل الله العظيم ان يجازيه بأفضل ما لديه سبحانه من نعم وجنان. فهو إن قسا عليَّ يوماً كان بسبب حرصه الشديد وخوفه لكي لا أكون ابناً غير صالح وسوي، ما بخل يوماً كان يلبي لي كل ما أطلبه وبقدر ما يملكه وبامكانه ان يقدمه انه انسان زاد غلاه ومكانته في أعماقي عندما صار لي أبناء خفت عليهم وتحملت عنهم الهموم والشقاء في سبيل أن يكونوا مرفهين وناجحين ومستقرين في هذه الحياة نعم فطعم الحياة العذب أحسست به من والدي وانا أتمناه لفلذة كبدي من الأبناء، كم هو كبير ابي الحاج في أفعاله وجوده وكرمه وحكيم وصائب في رأيه وتوجيهه وتيسير أمري لم يحوجني طوال حياتي لأحد سواه وفر كل ما كنت احتاج بحمد الله عز وجل لم اقترض او امد يدي لقريب او صديق ليعطيني بل كنت آخذ منه جميع ما يسعدني وبدون اي مقابل اعطاني كل ما أنشده المال والمحبة والعطف والرعاية، كان الحنان الذي أطلبه فغمرني به والقدوة الحسنة التي أتمناها لنفسي فوجدتها آتية منه. علمني أن أحلم بتحقيق كل ما هو واقع ومقدور عليه وأجد انني بامكاني الوصول اليه أما المستحيل والصعب فلا تفكير فيه إلى أن يأتي أوانه وأجد له السبيل لأبتغيه. انني فخور بهذا الأب الحبيب والشيخ الوقور لم يتعلم في جامعات عريقة بل كان كل علمه وحكمته من جامعة الحياة ومن التجارب التي هيأته وأعدته ووهبته رجاحة العقل وعمق الفكر وأصول التربية الانسانية النبيلة قصد مولاه العظيم ورجاه العون وطلب منه فرباني مثل ما يربي كل أب صالح ابنه. جزاك الله يا أبي الحاج الطيب خير الجزاء. وبلغك الحج المبرور والذنب المغفور.