تشارك جامعة الملك عبدالعزيز بأكثر من 40 بحثاً علمياً في المؤتمر العلمي الأول برعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي يقام في مدينة الرياض، بتنظيم من وزارة التعليم العالي. وتتميز البحوث المشاركة بمحاكاتها للاحتياجات الاجتماعية حيث انصبت اغلب البحوث في سياق معالجة الإشكاليات تقنياَ ووضع حلول فريدة تمكن الجهات والأشخاص من تحقيق الجودة. ومن ضمن البحوث المشاركة ابتكار (المسجد الذكي) مشروع تخرج طالب الامتياز بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة هاني سندي والذي حظي بدعم قوي من الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة القصيم، حيث تبنى الأمير المشروع من خلال مخاطبة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتسجيل براءة الاختراع كذلك مخاطبة وزارة الشؤون الإسلامية والشركة السعودية للكهرباء. ويساعد الابتكار على خفض الاستهلاك ليصل نسبة الاستهلاك إلى 30 بالمائة عن الاستهلاك الحالي وأكد المطور لجهاز تقنين الهدر الكهربائي ان الجهاز يمكن استخدامه في أماكن كثيرة ليس فقط في المساجد بل في البيوت والمصانع وفي الأماكن العامة. وأوضح هاني سندي ان الابتكار يهدف إلى الحد من الهدر المتواصل في المساجد، والذي يسببه اللامبالاة بقيمة الطاقة الكهربائية من قبل العاملين فيها، فواقع المساجد لا تصل لقوتها الاستيعابية ولا تكتمل صفوف المصلين فيها إلا في صلاة الجمعة والواقع يقول إن الاستهلاك اليومي للكهرباء يشمل جميع الإمكانيات المتاحة في المساجد واستخدام كل الأجهزة الكهربائية وبقائها تعمل لساعات متواصلة دون الاكتراث بحجم الخسائر الناجمة جراء الإهمال. وبين سندي ان الابتكار هو بالأساس قديم ومأخوذ من تقنية البيوت الذكية ويعمل على خفض حجم الاستهلاك الكهربائي إلى أكثر من 70 بالمائة، ويتمتع بميزة وخدمات إضافية تسمح له بالتحكم وإدارة الطاقة الكهربائية بحسب عدد المصلين، إذ يتحكم بدرجة الحرارة والأضواء ويستخدم أجهزة التكيف وأجهزة الإضاءة والمراوح بحسب الحاجة. وتابع سندي ان الابتكار والذي استغرق 4 أشهر لانجازه يتميز بقدرته على التحكم بحجم صوت الأذان في كل فريضة، مما يؤدي إلى عدم إزعاج الأطفال والمرضى وكبار السن في صلاة الفجر كما يقوم النظام بتشغيل جهات معينة في المسجد مسجلة مسبقا بحسب كل صلاة. وأضاف سندي ان الجهاز مبرمج على مواعيد إقامة الصلوات الخمس على مدار العام، حيث استعنا بقسم العلوم الفلكية بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز لوضع معادلات حساب مواعيد الصلاة لمعرفة الوقت اللازم وحجم الاستخدام، وعلى سبيل المثال كصلاة الظهر يلزم درجة حرارة تصل ل19 درجة مئوية فتستخدم الأجهزة المطلوبة للوصول لتلك الدرجة الحرارية قبل الصلاة أي تقريبا 25 دقيقة ويغلق الجهاز جميع الأجهزة بعد الأذان ب50 دقيقة. واسترسل سندي أن الابتكار يطبق حاليا في احد مساجد مدينة جدة بدعم من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز ونجح نجاحا باهرا فهو بالإضافة لقدرته على تخفيض معدل الاستهلاك الكهربائي قد يساهم في تقليل عدد العمالة في المساجد مما يترك لهم مهنة التنظيف وترتيب وصيانة المساجد فقط. وأشار سندي إلى إمكانية استخدامه في الأسواق و(المولات) الكبيرة والشركات التجارية والمصانع وكذالك البيوت فيمكن للنظام ان يبرمج بحسب آليات واحتياجات الجهات المختلفة، بما يحقق لهم التوفير في حجم استهلاكهم لطاقة الكهربائية. ووجه المبتكر هاني سندي شكره لكلية الحاسبات وتقنية المعلومات لدعمها للمشروع وأيضا قسم العلوم الفلكية بكلية العلوم وكذلك عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز.