افتتح وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعه بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم امس الورشة العلمية الدولية لمناقشة الخطة الوطنية لمرض “الخرمة “بمشاركة خبراء ومختصين من المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC في الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك بقاعة الاحتفالات بديوان وزارة الصحة. واستهل وزير الصحة حفل الافتتاح بكلمة بين فيها أن هذه الورشة تأتي بتوجيه سام انطلاقاً من الدور الفاعل لوزارة الصحة في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين حيث بادرت الوزارة مع الجهات ذات العلاقة باتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية للتصدي لمرض الخرمة حيث تم تشكيل لجان مشتركة وفرق عمل ضمت خبراء من داخل المملكة وخارجها وجرى إعداد الخطة الوطنية لمجابهة حمى الخرمة النزفية بهدف تحديد وبائية هذا المرض وتحديد طرق الانتقال وتنفيذ وسائل المكافحة والسيطرة لاحتواء المرض ومنع انتشاره. وأكد أن الوضع بالنسبة لهذا المرض في المملكة مطمئن ولله الحمد ولا يدعو للقلق حيث أن عدد حالات الإصابة منذ اكتشاف المرض في عام 1994م وحتى الآن تعد محدودة داعيا الله للجميع بدوام الصحة والعافية. فيما أبرز وزير الزراعة ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من جهود موفقة ودعم سخي للقطاع الصحي لافتاً إلى أن مشاركة وزارة الزراعة في جهود مواجهة المرض يعد واجباً وطنياً ويترجم التوجيهات السامية الكريمة بتكثيف العمل وبذل الجهد للحفاظ على صحة وسلامة الجميع ووقايتهم بإذن الله من التعرض للأمراض والأوبئة. بعد ذلك قدم وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش نبذة تاريخية عن المرض تلى ذلك توزيع المشاركين إلى مجموعات عمل لمناقشة الخطة الوطنية لمجابهة مرض حمى الخرمة النزفية. الجدير بالذكر أن حمى الخرمة النزفية هو من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة عن طريق القُرَاد حيث تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق قرصة القراد الذي يوجد في حظائر المواشي (الخِراف والأغنام والجمال) ، كما يمكن أيضاً أن تحمل الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والأرانب القراد الناقل للمرض ولا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل عن طريق البعوض. ويعد مرض حمى الخرمة من الأمراض الفيروسية النزفية وينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المصفرة (فيروسات فلافي) وهي قريبة في تركيبتها الجينية من فيروس آخر يسبب مرض مشابه لحمى الخرمة ويعرف بفيروس غابة كياسانور في الهند. والتعرض للحيوانات أو لحومها أو منتجاتها من القواسم المشتركة في معظم الحالات التي سجلت، وعليه فإن الأكثر عرضة للإصابة هم الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالمواشي مثل الرعاة، ومَن يتعاملون مع اللحم النيئ (غير المطهو) مثل الجزارين والعاملين في المسالخ إضافة إلى ربات المنازل والخادمات، بالإضافة إلى مَن يتناولون الألبان مباشرة من الحيوانات (البقر أو الماعز أو الإبل) دون غليها أو معالجتها (الألبان غير المبسترة ). ويتمثل الخط الأول للوقاية في التأكد من سلامة الماشية وتجنب الاحتكاك غير الضروري معها أو منتجاتها. والتعامل الحذر مع الماشية المريضة، وارتداء قفازات عند التعامل مع اللحوم النيئة غير المطهوة (مثلا عند إعداد الطعام) ومن الضروري الكشف الدوري على المواشي للتأكد من خلوها من القراد، ومن ثم استعمال المبيدات الحشرية المناسبة للحيوانات وتحاشي شرب أي نوع من أنواع الحليب أو اللبن غير المبستر (مباشرة من المواشي).