تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظة الله - افتتح رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد مساء امس الملتقى الأول للقضاء (تأهيل القضاة.. رؤية مستقبلية) وذلك في قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بفندق الفيصلية بالرياض. حضر حفل الافتتاح صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء وصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن محمد آل سعود. وقد بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم , ثم شاهد الجميع عرضا وثائقيا عن تاريخ المجلس الأعلى للقضاء منذ نشأته. إثر ذلك ألقى عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد كلمة المشاركين رفع خلالها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على الرعاية الكريمة للملتقى ، مشيدا بعناية خادم الحرمين الشريفين بمرافق القضاء وعمله على تطويرها من خلال القرارات التي تصب في سبيل رفعة القضاء وتأهيل القضاة بما يحقق طموحاتهم في خدمة الوطن والمواطن. بعد ذلك ألقى القاضي بالمحكمة العامة في الرياض الشيخ محمد المقرن قصيدة بهذه المناسبة. ثم ألقى رئيس المجلس الأعلى للقضاء كلمة أوضح فيها أن الملتقى يأتي في إطار الخطط والبرامج التي أعدها المجلس لاستشراف الرؤية المستقبلية لدى القضاة فيما يعود بالخير بإذن الله على مصلحة القضاء والقضاة ويحقق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله في رفعة القضاة وعلو شأنهم واهتمامهم بكل ما يخدم مصلحة القضاء. واستعرض ابن حميد خلال كلمته تاريخ القضاء في المملكة العربية السعودية والعناية السامية بالقضاء منوهاً بالتطوير الشامل لمرفق القضاء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مؤكداً حرصه - أيده الله - على استقلالية القضاء ووحدة التقاضي والأخذ بمبدأ التخصص النوعي في إنشاء المحاكم , ورفع مستوى الضمانات القضائية بإنشاء محاكم الاستئناف والتدقيق أمام المحكمة العليا. وأبرز معاليه اهتمام خادم الحرمين الشريفين بقضاء التنفيذ وإعادة هيكلة المجلس الأعلى للقضاء وإنشاء المحكمة العليا. وأكد ابن حميد حرص المجلس الأعلى للقضاء في تحديد الأهداف ورسم السياسات وإعداد الخطط والبرامج وفق رؤية إستراتيجية شاملة من خلال ورش العمل وحلقات النقاش التي يعقدها المجلس في تطوير أعماله الإدارية وإعداد اللوائح والقواعد. وبين أن المجلس وفي إطار إنشاء المحاكم أنشأ ثلاث عشرة محكمة استئناف في مناطق المملكة يتم افتتاحها وفق برنامج زمني مدروس . وأشار ابن حميد إلى استعانة المجلس بعدد من الخبرات الإدارية والعلمية من جامعات المملكة وبيوت الخبرة المحلية والدولية في إعداد دراسات وخططه وبرامجه والتي من أهمها الخطة الزمنية لإنشاء محاكم الاستئناف والمحاكم المتخصصة في مناطق المملكة وتحديد احتياجاته من القضاة والخطة التطويرية لهيكلة المجلس وأعماله الإدارية والخطة الإستراتيجية لتدريب القضاة. وأكد معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء أهمية تأهيل القضاة نظراً لعظم الأمانة الملقاة عليهم واستشرافاً للمرحلة القادمة من تاريخ القضاء في المملكة فقد جاء اختيار موضوع (تأهيل القضاة - رؤية مستقبلية)أول موضوع في الملتقى الأول للقضاة. كما أكد معاليه أهمية التعاون والشراكة العلمية والعملية بين الجهات القضائية والجهات ذات الاختصاص والاهتمام بالشأن القضائي والعدلي من الفقهاء والقانونيين والمستشارين والمحامين والمثقفين ومجتمع رجال الأعمال والإعلام والمؤسسات العامة والخاصة ومراكز البحوث والدراسات , مما يحقق الاستفادة المنشودة من أهل العلم والخبرة. وأبان أن هذه الملتقيات وورش العمل وحلقات النقاش تجعل القاضي أكثر مهنية وكفاءة مما يرفع درجة الرضى المهني ويعين على تحديث المعلومات والخبرات الشرعية والنظامية ومتابعة المستجدات في البنية القضائية من الانفتاح على آفاق وممارسات جديدة ومواكبة المتغيرات في القضايا الاجتماعية والسلوكية ومتغيرات الأعراف والعادات. وتمنى معاليه في ختام كلمته أن يحقق الملتقى أهدافه السامية ، سائلا الله عز وجل أن يجزل الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي لمرفق القضاء وأن يحفظ على هذه البلاد نعمة الأمن والإيمان وأن يدفع عنها شر الأشرار وكيد الحاسدين والفجار إنه سميع مجيب.