جاء بعمود سعادة رئيس تحرير جريدة البلاد الاستاذ الاديب / علي الحسُّون في 26/11/1430ه سلمه الله بعنوان (نظرية فتاة لوالدها) وخلاصة المقال مأخوذة من العنوان (هل تذكرون نظرية تلك الفتاة التي طلبت) من ولي امرها والدها عدم تزويجها لأحد حاملي الشهادات العالية والذين لهم مواصفات خاصة من أصول الوجاهة وما يتصل بها من البريستيج بل رغبت الى والدها (وفي المقال اشترطت) ان يكون المتقدم لها فارس المستقبل وشريك الحياة ورفيق الدرب من الحرفيين (سباك، نجار، دهان، بليط، كهربائي، خياط الى آخر قائمة الحرفيين). وانني وبحكم السن ومجاوزتي الثمانين عايشت وعشت ذلك الزمان الذي كان ولي امر البنت يسأل المتقدمين لخطبة ابنته لأبنهم عن مهنته فاذا قالوا انه موظف (ففي الغالب كانوا لا يوافقون اذ يفضلون راعي الصنعة) ومما هو مشاهد وملموس ارتفاع نسبة الطلاق لأتفه سبب وبدون سبب، وأكثر النسبة بين أولاد الذوات المنعَّمين الذين يجدون امامهم ووراءهم من يدفع تكلفة الزواج، وبالتالي فهم ليسوا حريصين على الاحتفاظ بزوجاتهم، ووصف الاستاذ علي الحسُّون هؤلاء المنعمين بأنهم يأكلون من قرص لا يشعرون بناره، وما اشار اليه الاستاذ علي يؤيده الواقع في اكثر حالات الطلاق المتفشية في هذا الزمان، وجاء في آخر مقال الاستاذ علي عبارة أرصدها كما أتى بها سعادته (إذهب الى المحاكم المختصة بشؤون الأسرة ترى العجب العجاب، صحيح قد يكون للزوجة دور في وقوع الطلاق وذلك لعدم تهيئتها لتحمل مسؤولية البيت او لتدخل امها بسطوتها عليها وعلى والدها، كل ذلك ممكن لكنه لا يكاد يبين). وانني أتذكر قصة عشتها وعايشت مجرياتها (طلق ابن أخي زوجته وله منها ولد في السادسة من عمره وتطلب الأم زيارة ابنها والاب يرفض، وتقدم اخوها وكيلا عنها الى المحكمة الكبرى بمكة المكرمة وأحيلت لفضيلة الرئيس المساعد بالمحكمة الشيخ عبدالملك بن دهيش، وفيما كنت أقوم بواجبي في مراقبة دوام الموظفين حضوراً وخروجاً، وكان الدفتر عادة لدى المحاسب الشريف محمد سالم العمري). ومررت عليه بغرفته فذكر لي ان فضيلة الشيخ عبدالملك طلب الدفتر تجده على طرف مكتبه فدلفت الى غرفة فضيلته وسلمت وكانت لديه جلسة مهيأة لم تبدأ بعد وكان الزوج المطلِّق ابن اخي فقام ابن اخي من الجلسة وسلَّم عليَّ، وسأله فضيلة القاضي عن الصلة بيننا فأجاب انه عمي فقال فضيلته للكاتب السيد البار اشطب الجلسة يا سيد هاشم وهذا الخياط محكم ابن اخيه ودغش الطلال رحمه الله محكم وكيل الزوجة وسأل فضيلته طرفي القضية (هل ترضيان هذين الرجلين) فاجابا نعم نرضاهما واستلمت الملف وقال الشيخ رتبوا المواعيد فقال دغش (في المزرعة عندي) واجتمعنا ثلاثة اجتماعات ولم يتجاوب ابن اخي فعدت الى الشيخ وقلت له ان ابن اخي غلطان ولم يتجاوب فسألني فضيلته (كيف تكون ضد ابن اخيك؟) فرددت انه ليس على الحق وأعدت الملف وفي الجلسة بالمحكمة حكم القاضي بالزيارة يوماً في الاسبوع وكان الأمر كذلك ومن لم يطع بعقب السيف أطاع بسنَّه وكسبت في هذه القضية حاكم القضية غير آسفٍ على خسارتي ابن أخي واختتم بالصلاة علي سيدنا محمد وآله والتابعين والحمد لله رب العالمين.