استبعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إمكانية دعم الانتخابات الأفغانية بدون إدخال إصلاحات، واعتبر أنه لا يمكن النجاح في أفغانستان (دون تغيير عقلية) الحكومة والمجتمع الدولي. وأقر بان -في تقرير بشأن أفغانستان أعده لمجلس الأمن الدولي وأعلن يوم الاثنين- أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي وفاز فيها الرئيس حامد كرزاي تحولت لأزمة سياسية وأضعفت الثقة بالقيادة الأفغانية واستعداد المجتمع الدولي للمشاركة بالإعمار. وكانت الأممالمتحدة واجهت انتقادات عدة بشأن الانتخابات وما شابها من اتهامات بالفساد والتزوير. وبعد مراجعة جزئية للنتائج، أجريت جولة ثانية بين الرئيس الأفغاني ومنافسه عبدالله عبدالله إلا أن الأخير انسحب مخليا الساحة لفوز كرزاي. وعلى خلفية هذه الانتخابات، انقسمت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان نفسها عقب اتهام نائب رئيس البعثة الأميركي بيتر غالبريث رئيسه النرويجي كاي أيدي -وهو الممثل الخاص للأمين العام في كابل- بالفشل في التعامل بحزم مع الغش، وأقيل غالبريث في سبتمبر. وشدد الأمين العام على أن من بين الإصلاحات الضرورية إجراء مراجعة لآلية التعيين للجنة المستقلة للانتخابات لضمان حيادها وإدخال تحسينات على نظام تسجيل الناخبين وتطوير عملية مراقبة محلية وتعزيز الإطار القانوني. واعتبر أن محنة الانتخابات وتزايد العنف في الصراع مع حركة طالبان ساهما بإيجاد مناخ من التشاؤم في أفغانستان، وحذر من أنه (إذا لم يتم تصحيح الاتجاهات السلبية فإن الوضع برمته سيصبح غير قابل للإلغاء). وأشار إلى أن المرحلة حرجة ولا يمكن النجاح إذا استمر الوضع الحالي، مؤكدا أن هناك حاجة إلى تغيير في طريقة تفكير المجتمع الدولي وأيضا طريقة تفكير الحكومة الأفغانية. كما أعرب عن اعتقاده بأن النجاح يتطلب ارتباط أي شكل من أشكال التنسيق الدولي بحكومة أفغانستان، مؤكدا الحاجة إلى وجود هيكل تنسيق مدني. ومن المنتظر أن يطلع الممثل الخاص لبان كي مون في أفغانستان الدول الأعضاء على التقرير في الأسبوع الجاري. ويعقد مؤتمر دولي في العاصمة البريطانية في 28 يناير الجاري فضلا عن مؤتمر آخر في كابل، لاستعراض المساعدات الخارجية وتولي أفغانستان المسؤولية الأمنية من القوات الدولية.