التربية والتعليم محوران مهمان لتطوير الفرد وبناء المجتمع ، وقد اهتم مؤسس هذه المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود تغمده المولى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته بالأسس والقواعد التي يقام عليها بناء المملكة في مختلف المجالات ، فأخذ على عاتقه مهمة نشر وتعميم التعليم الشامل ، فاهتم بنشر العلم والثقافة ، وحارب الجهل بين الحاضرة والبادية ، فساند حركات الوعظ والإرشاد والتعليم في المساجد والكتاتيب وغيرها ، ودعم المدارس الأهلية ، ووضع قواعد التعليم الحكومي المنظّم عندما أسس مديرية المعارف لتتولى الإشراف على التربية والتعليم ، سواء عن طريق المدارس الحكومية في المدن والقرى ، أو عن طريق إقامة المدارس الدينية في أماكن توطين البادية ، فضلاً عن إقامتها في المدن والقرى ، وإتاحة إنشاء المدارس الخاصة ، وأخيراً عن طريق تشجيع إرسال البعثات التعليمية للطلاب إلى خارج المملكة لتلقي العلوم الحديثة في مختلف أنحاء العالم ، وعلى نهجه سار من بعده أبناؤه البررة ، وما زال الأمر كذلك حتى عهد الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أفرد اهتماماً بالغاً بالتربية والتعليم في شتى المجالات ، والتي تؤكد أبعاد الرؤية المستقبلية التربوية التعليمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وأكبر دليل على ذلك تحقيق حلمه الذي ترجمة إلى واقع من خلال إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ، والزيارة الكريمة التي قام بها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم لدولة الأردن الشقيقة استجابة للدعوة التي تلقاها من نظيره الوزير الأردني الدكتور إبراهيم بدران من أجل تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية التربوية بين المملكتين الشقيقتين وإقامة العديد من المشروعات التربوية والتعليمية المشتركة بفضل الرعاية والاهتمام الذي تحظى بها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، وقد اطلع سموه الكريم خلال فترة الزيارة على التجربة الأردنية في مجال التطوير التربوي ، والتعرف على المنجزات والمشاريع التي تم تحقيقها على صعيد العمل التربوي والتعليمي في الأردن ، ومعرفة واقع التعليم الأهلي والتجربة الأردنية في هذا المجال ، وقد أسفرت هذه الزيارة الميمونة عن رغبة المملكة في الإستفاده من التجارب الأردنية في مجال التربية والتعليم من خلال التعاون والمشاركة والتنسيق ، وذلك لما تتمتع به المملكة الأردنية من مستوى متطور ومتميز في هذا المجال معتمد بشكل أساسي إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص ليأخذ كل منهما دوره في النهوض بمستوى الخدمات التعليمية والتربوية المقدمة للطلبة والمعلمين وتحقيق التنمية المستدامة ، متأملين من العلي القدير أن تُتَرْجَمْ فوائد هذه الزيارة على أرض الواقع التربوي التعليمي ، ليستفيد منها الطلبة والطالبات ، ويغدو أكثر تبحُراً في معرفة العلوم. همسة : علم بلا عمل كشجر بلا ثمر. ومن أصدق من الله قيلاً (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).