عرض وفد الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري على القطاع الخاص السعودي إقامة مشاريع مشتركة في المجال الزراعي بين البلدين تساهم في حل أزمة الغذاء التي طلت برأسها على العالم في السنوات الماضية، وتدفع البلدين إلى تصدير الفواكه والخضروات إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أوروبا. جاء ذلك خلال اللقاء المشترك الذي عقده الوفد ال تونسي المكون من 25 مسئولا وخبيراً ومزارعاً برئاسة يوسف كشوطي عضو مجلس المستشارين وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في غرفة جدة أمس السبت مع مازن محمد بترجي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة والمستشار مصطفى صبري الأمين العام وبحضور السفير التونسي في المملكة السيد نجيب المنيف وعدد من أصحاب الأعمال في البلدين. وأكد بترجي خلال الاجتماع الذي جرى في ملتقى أصحاب الأعمال بغرفة جدة أن الزيارة تمثل إحدى الخطوات الرئيسية في توسيع وتنويع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين القطاعات العامة والخاصة المتخصصة في البلدين الصديقين، مشيراً أن تعاون رجال الأعمال السعوديين والتونسيين في شتى المجالات الاقتصادية تحظى بثقة المجتمعين الشقيقين بفضل الإمكانات المتاحة في كلا البلدين، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الجهود في سبيل العمل على زيادة التعاون بيننا لتوسيعها وتنويعها ودفعها إلى المستوى المأمول في ظل العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، خصوصاً في الجوانب الزراعية حيث قام وفد سعودي بزيارات لعدد من الدول الزراعية لإقامة مشاريع مشتركة بينها تونس. وأشار أن التبادل التجاري السعودي التونسي في تطور مستمر بدليل أنه بلغ في عام 2008م نحو (560) مليون ريال بزيادة 9% عن العام الذي يسبقه، حيث زادت الصادرات السعودية إلى تونس بنسبة 4% مقابل زيادة في الواردات من تونس بنسبة 7% مما يدل على أن منتجات كلا السوقين السعودي والتونسي تستجيب بصفة مستمرة ومتزايدة لاحتياجات مجتمعاتها. من جهته.. أكد يوسف كشوطي عضو مجلس المستشارين وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ورئيس الوفد أن السعودية هي أولى محطات الجولة التي يقوم بها الوفد الفلاحي لبلاده في دول الخليج مما يبرهن على المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة، مؤملاً أن يساهم ذلك في زيادة التعاون بين البلدين الشقيقين خاصة في الزراعة التي تمثل منطلقاًَ أساسياً لحل مشكل الغذاء التي طلت برأسها على العالم منذ سنوات. وعرض رئيس الوفد التونسي على غرفة جدة ورجال الأعمال السعوديين إقامة مشاريع استثمارية مشتركة في المجال الزراعي في ظل امتلاك بلاده لأكثر من خمس ملايين هيكتار من الأرض الخصبة الممهدة للزراعة، مشدداً على أن الهدف ليس مجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلدين في الفواكه والخضروات، بل تصديرها إلى دول الاتحاد الأوربي ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنه حلم كبير ليس صعب المنال. وأشار أن بلاده تعمل على تحسين الإنتاجية وتخفيض كلفة الإنتاج حتى تكون لديها القدرة التنافسية مع كثير من دول العالم المتقدمة في هذا الجانب، حيث أبرمت عدد من اتفاقات الشراكة مع بعض الدول العربية والأوربية وتبحث عن شراكات استثمارية خصوصاً مع دول الخليج حتى تستطيع تطوير إنتاجها الزراعي وتعزيز القدرة التصديرية. وعرض ممثل وزير الفلاحة التونسي عرضاً مرئياً لسياسة بلاده الزراعية والعوامل المشجعة للاستثمار في ظل وجود سوق داخلية تصل إلى 10 ملايين نسمة، وعضوية منظمة التجارة العالمية واتفاقات ثنائية مع عدد كبير من البلاد العربية في مقدمتها مصر والأردن، وإعفاء مستلزمات الإنتاج من الرسوم الديوانية، وعدم إخضاع مداخيل المستثمرين الأجانب للضريبة لمدة 10 سنوات، حيث يمكن أن تبلغ المساهمة الأجنبية في رأس المال 66% ويتمتع المستثمر الأجنبي بنفس المميزات التي يتمتع بها المستثمر التونسي.