قضت محكمة صينية بسجن معارض صيني بارز وذلك بعد يوم من إصدار محكمة أخرى أحكاما بالإعدام بحق متهمين بالتورط في أحداث مقاطعة شنغيانغ العرقية.فقد أصدرت الأربعاء المحكمة المتوسطة الأولى في بكين حكمها بسجن المعارض الصيني المعروف ليو شاوباو 11 عاما بتهمة “التحريض على تقويض سلطات الدولة” بعد جلسة استغرقت أقل من ثلاث ساعات.وأوضح مصدر مطلع في بكين أن القرار جاء بناء على ما يعرف باسم ميثاق الثمانية للإصلاح الديمقراطي الذي ساهم ليو بوضعه مع 303 معارضين آخرين للمطالبة بإنهاء حزب الحكم الواحد المتمثل بالحزب الشيوعي وتوفير حرية التعبير السياسي للجميع، الأمر الذي دفع العديد من منظمات حقوق الإنسان لاعتبار الحكم قضية ذات دوافع سياسية محضة.ولفت مدير مكتب الجزيرة أن الحكم الصادر بحق ليو يعتبر قاسيا خلافا لأحكام سابقة مخففة بحق آخرين تمت محاكمتهم خلال السنوات السابقة، مما يجعل من هذا القرار -بنظر العديد من المراقبين- تراجعا في مجال حقوق الإنسان ولا سيما بعد التفاؤل الذي بشرت به استضافة الصين لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008 واستضافتها مؤخرا القمة الإعلامية الدولية.وكان ليو-الذي كان واحدا ممن شاركوا في احتجاجات ساحة تيانمين الشهيرة عام 1989- قد اعتقل قبيل أيام من صدور ميثاق الإصلاح الديمقراطي في العاشر من ديسمبر 2008 بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان حقوق الإنسان العالمي استنادا إلى ما وصفته زوجة ليو بأنها اتهامات ملفقة لا أساس لها من الصحة.ومنعت السلطات الصينية دبلوماسيين من سفارات الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا ودول أوروبية أخرى من دخول مبنى المحكمة وهو ما دفع بهذه السفارات لإصدار بيانات نددت فيها بموقف الحكومة الصينية. وردت الحكومة على هذه البيانات على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية التي أكدت أن ليو مواطن صيني ويحاكم وفقا للقانون الصيني وبالتالي فإن البيانات الاحتجاجية التي أصدرتها بعض السفارات الأجنبية تعتبر تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية.