لم تقتصر علاقة المطوف بالحاج فقط عند توفير المسكن والطعام والتفويج والرعاية خلال فترة الحج بل تمتد وتتوثق العلاقات حتى تصبح أقرب ما تكون من علاقة الأخوة في الله ، هذا بعض ما شاهدته من خلال ترحيل حجاج مكتب الخدمة الميدانية لمؤسسة جنوب اسيا رقم ( 8 ) للمطوف صالح صديق كوشك. فقد امتزجت المشاعر مابين الفرح والحزن والثناء والدعاء والأمنيات الصادقة في البقاء بأطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة . البداية كانت مع المطوف صالح كوشك مما لاشك فيه أن توديع وترحيل الحجاج من المواقف المؤلمة التي تتكرر في كل عام وتشعرنا بالحزن والفرح في آن واحد فبفضل الله وتوفيقه تمكن الحجاج من أداء نسك الحج بنجاح ورضا فادعو الله بأن يتقبل من جميع الحجاج حجهم وسعيهم ودعاءهم ويردهم لأوطانهم سالمين ، و نحزن لفراقهم غير أن الذكريات العطرة الطيبة تبقى في أعماقنا تفوح على مدار الأعوام ، ويضيف كوشك الحمد لله قدمت خدمة ورعاية لأكثر من ( 5000 ) حاج خلال موسم حج هذا العام وتم ترحيل حوالي ( 4300 ) حاج منهم بعد أن أدوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة محاطين بأرقى وأفضل الخدمات وكل ذلك بفضل الله ثم بالإخلاص والعمل الجاد والتوجيه والإرشاد والمتابعة الدائمة من رئيس مؤسسة جنوب آسيا عدنان كاتب ونائبه الدكتور رشاد محمد حسين واليوم ولله الحمد تم ترحيل وخلال ساعة واحدة ما يقارب (400) حاج فلدي طاقم من العمال يعملون كخلية نحل بكل نشاط وهمة ، وتختلف أعمالهم ما بين إرشاد الحجاج لحافلاتهم وشحن أمتعتهم وتوزيع وجبات غذائية جافة عليهم تشمل (نوعين من البسكويت المالح والحلو وعبوة عصير وكأس ماء) وهذه الوجبة توزع على جميع الحجاج سواء المغادرين للمدينة المنورة أو جدة لمطار الملك عبدالعزيز كما تتنوع وتختلف الوجبات مابين الجافة والساخنة خلال فترة إقامة ضيوف الرحمن بمكة والمشاعر المقدسة وكلها نقدمها لوجه الله . ويضيف كوشك إيمانا مني بدور المرأة وأهمية تواجد المرأة المطوفة بجانب الرجل المطوف لتلمس حاجات ضيفات الرحمن وتوفيرها لهن فكل من زوجتي وبناتي يساهمن بشكل فاعل في أعمال المكتب لخدمة ضيفات الرحمن . وتشاركه الحديث بشائر صالح كوشك بقولها أشعر بفخر وأنا بجانب والدي أساهم معه في خدمة ضيفات الرحمن حيث تقوم اللجنة النسائية بمكتب ( 8 ) بمشاركة اللجنة النسائية التطوعية لمؤسسة جنوب آسيا بزيارة الحاجات المنومات بالمستشفى وتقديم الهدايا لهن ومتابعة حالاتهن الصحية من وقت دخولهن وحتى خروجهن بالسلامة من المستشفى . وتضيف بشائر ولا يقتصر عملنا فقط على زيارات المستشفى أو الرحلات التثقيفية والتوعوية والترفيهية لمتاحف مكة ومصنع الكسوة فقط وإنما لمشاركة المطوف والوقوف معه جنبا إلى جنب فأنا اليوم متواجدة هنا لأشرف على ترحيل الحجاج وبفضل من الله لم تواجهنا أي صعوبات أو عوائق خلال هذا العام والأعوام السابقة ثم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة ومساعيها الجادة وجميع الجهات المعنية بالحج وقيادة سمو الأمير خالد الفيصل ومتابعته الدائمة فقد سارت مناسك الحج وما يتضمنها من تفويج وترحيل بكل اليسر والسهولة والانسيابية التامة فجزى الله حكومتنا الرشيدة وكل العاملين بالحج لتسخير كافة الخدمات لراحة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام خير الجزاء. كما التقت ( الندوة ) بعدد من ضيوف الرحمن وهم متأهبون لمغادرة مكةالمكرمة عائدين لبلادهم : ** الحاج حجاز حسين من أحمد أباد من دولة الهند يقول حضرت مع زوجتي لأداء مناسك الحج وهذه هي المرة الأولى التي احضر فيها للمملكة العربية السعودية وتشرفت بدخول مكة والنظر للكعبة المشرفة فقد كان حلم حياتي أن أرى الكعبة المشرفة وألمس ثوبها الطاهر والحمد لله تحقق حلمي وبفضل الله لم أجد أي صعوبات سواء في الطواف أو السعي أو رمي الجمرات فجزى الله حكومة المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء والله يضاعف لهم الأجر والثواب وهاأنذا كتبت خطاب شكر لملك المملكة العربية السعودية وللمطوف صالح كوشك ادعوهم لزيارة الهند حتى نوفيهم ولو جزءاً من حق ضيافتهم وحسن استقبالهم لنا . ** وتقول الحاجة زهرة من دولة الهند هذه هي المرة الأولى التي أودي فيها فريضة الحج والحمد لله الخدمات أكثر من رائعة فكل الشكر للدولة على ما قدمته لنا من رعاية وخدمات طيبة وأشكر السيد صالح كوشك وجميع العاملين بمكتب ( 8 ) واللجنة النسائية فمعهن شعرت بأني بين أهلي ولم اشعر بغربة أبدا وأتمنى وادعو الله بأن أموت هنا وأدفن بمعلاة مكة أو بالمدينةالمنورة ومجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم ببقيع المدينة وهذه أمنية الكثير من أهل الهند .