بكل ما تعنيه الكلمات النابضة في حياتنا ، والمتضمنة الكثير من الحِكَم والمواعظ والحسنات والأخلاق والدروس .. فإن الحياة الحقيقية البسيطة المليئة بحب الخير والبذل والعطاء ، هي العنوان والمعنى المراد والسند المهم الذي يبقى ولا يزول، وستظل آثاره مطلوبة تهواها النفوس .. وتبقى محببة تنشدها العقول كلما بعدت وغربت شمسها ، وترتفع مرة أخرى كلما أشرق نورها وتلوح تنادي لمقدمها الرؤوس .. ومهما صنع وتعاط الإنسان من خلال تصرفاته وفقاً لظروفه وبيئته وتربيته الصحيحة وتوجيهات رموزه وقيادييه، فإن رجليه مهما تاه ستدلُّهُ وتقوده إلى ضوء الفانوس .. فمن لديه من الحكماء والعقلاء والقادة النبلاء (سلطان الخير والحياة والعطاء) الذي تَطَيََّبَ لمقدمه الريح والهواء، وتوشحت الأرض زهوراً من وطأته ترابُها وتلألأت بالضياء، فهم في خير وسعادة دائمة بعيدين عن البؤس والعبوس.. وستُخرِجُ إلينا أياديه البيضاء عطراً دائماً فواحاً، ونوراً ساطعاً وضَّاحاً، وماءً نقياً قُراحاً، وكلما بسطها ازدادت بياضاً وعذوبة تُغذِّي سقياها، وتُقوِّي عودهم وتحصنهم وتحميهم بالتروس. إن أسعد وأعظم هدية ربانية في حياة الإنسان أن يرى أحبته وأعزته في صحة وعافية باقية، ترفرف عليهم أنوار الرحمة الإلهية التي لا حدود لها ولا انقطاع لكرمها الذي يغطي العالم بأسره ومنه البشرية، تحكم هذا الإنسان دلالات واعتبارات وتعبيرات تظهر على الوجه والحركات والهمسات طواعية، ولا يمكن الخروج عن إطارها النفسي الذي يعبر عن المشاعر ببراءة دون سابق إنذار وأريحية، فإن الترقب الذي ألهب الجماهير الوطنية المحبة والولهة لمقدم الأمير الإنسان سلطان الخير ولي العهد الأمين لأرض الوطن، هو شاهد حي لما تحكيه وتحاكيه وتدغدغه الأحاسيس النقية التي أبرمتها المشاعر البريئة الطبيعية، فتباركنا وتبارك الوطن أن تكللت بحمد الله رحلة الشفاء والاستشفاء بالخير بعد ما أخذت من الوقت فترة ، ولا زالت عيونه حينها وبعدها ترقبنا بمحبة أبوية وتحُفنا عطاياه السخية. لم يكن الخبر السعيد بمجيئه حفظه الباري عز وجل لأرض الوطن مجرد خبر عابر أتى علينا وانسحبَ .. ولم يكن هبوط الخبر على قلوبنا آسرا إياها من غير انفعال من البهجة والفرح مكتسبَاً.. بل أضاف لنا رجوعه معنى للحياة التي تزهو ببقائه بيننا قوياً صامداً والداً وأبَاً .. لم تهزه متع الحياة الدنيا أن يحقق أهدافه العادلة لأبنائه ووطنه على نهج الإسلام وبالعمل الصالح كان دائما مواظباَ.. فهذه مشاريعه الخيرية التي لا تحصى قائمة شامخة لرضا الرب وخالصة يفك بها الكُرَبَ .. تنوعت وتشعبت من أجل العلوم والطب والتقنية ولحياة إنسانية شاملة داعمة للتطوير، ولرفاهية الضعفاء والمحتاجين الذين كان وضعهم يوماً ما حرِجاً وتَرِبَاً .. لقد غدت وبدأت علينا قبل قدومه المبارك في هذه الأيام بركات ربانية، افترشت على إثرها الأرض خضاراً بعد أن ارتوت من ماء السماء والسحبَ .. خير دائم واضح تحت قيادتنا الحكيمة آتاه الباري عز وجل لأرض الحرمين وثاني القبلتين التي تتوجه إليها كل يوم صلوات المسلمين عشاء وفجراً وظهراً وعصراً ومغرباًَ.