أبقى القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، المعتقل لدى اسرائيل، الباب مفتوحاً لترشّحه لرئاسة السلطة الفلسطينية، إلا أنه اعتبر إجراء الانتخابات قبل المصالحة مع حماس (غير مفيد). وقال البرغوثي في مقابلة مع وكالة (فرنس برس) بالمراسلة من سجنه، أمس الثلاثاء: (حينما يتقرر موعد نهائي للانتخابات ونتمكن من إجرائها في الضفة الغربية والقطاع والقدس، سأتخذ القرار المناسب في حينه). وكان البرغوثي المعتقل منذ عام 2002 انسحب من السباق الرئاسي عام 2005 في اللحظة الأخيرة لصالح محمود عباس بعد أن كان أعلن عن ترشحه في وقت سابق. ويطرح اسم البرغوثي مجدداً بقوة كمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية، لاسيما أن عباس أعلن عن نيته عدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات التي كانت مقررة مطلع العام المقبل قبل أن تعلن اللجنة الانتخابية عن عدم إمكانية تنظيمها في ظل الانقسام القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. واعتبر البرغوثي على هذا الصعيد أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية (يجب ان تتم بعد المصالحة وفي ظل توافق وطني شامل، وأن تشمل الضفة وغزةوالقدس، ودون ذلك من الصعب إجراؤها وربما لن يكون مفيداً). وفي ما يتعلق بعملية السلام المجمدة بين اسرائيل والفلسطينيين، اتهم البرغوثي الإدارة الامريكية التي ترعى المفاوضات بين الطرفين بالتراجع عن موقفها المتعلق بالاستيطان وبالانحياز للدولة العبرية. وقال (الولاياتالمتحدة منحازة لاسرائيل وهي حليفة لها، ومن المؤسف تراجع موقف إدارة أوباما عن ممارسة الضغط على اسرائيل للوقف الشامل للاستيطان، وآمل ان لا يضيع الرئيس أوباما الوقت والفرصة لإحلال السلام في المنطقة). وأضاف (المفاوضات خلال 20 عاماً لم تحصد سوى الفشل بسبب غياب الشريك الاسرائيلي للسلام وغياب الراعي الدولي النزيه، فلا يوجد في اسرائيل (فريديريك) دوكليرك الذي أنهى النظام العنصري في جنوب إفريقيا، ولا يوجد الجنرال ديغول الذي أنهى الاستعمار الفرنسي للجزائر). واعتبر البرغوثي موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بربط العودة للمفاوضات بالوقف الشامل للاستيطان (موقفاً وطنياً أدعمه تماماً، وكنت اتمنى ان تتخذه القيادة الفلسطينية منذ عدة سنوات، ويجب الاصرار على الشروط التي وضعها الرئيس). واشترط البرغوثي العودة للمفاوضات بالالتزام الاسرائيلي ب(إنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 1967، في إطار جدول زمني لا يزيد على بضعة أشهر، والاقرار بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف). ودعا البرغوثي الى التمسك بالمقاومة (التي يقبلها ويحميها القانون الدولي).