قال الله تعالى (بل الانسان علي نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره) العالم اليوم جعلناه في سباق مع أطواره بتوهمنا وسعينا لادراك آخر هذا العالم ، الكل في عجالة من امره لا تريث ولا ترتيب ولا اولويات ولا حتى معرفة ما يريده ويفيده ويحقق مصالحه وطموحاته بل وحتى اطفالنا بلورنا افكارهم وخيالاتهم فانشغلوا بالعدو في سباق اللحاق لنيل اكبر حظ من محسوسات العالم المادية والتي فرضت على الجميع باصرار تزعم ان الحضارة الجديدة المتطورة والمتقدمة ان لم يسايرها وفق اهوائها ستفوتهم فرصة العمر التي قد لا تأتي أو تتكرر لمن لا يدركها ويحقق اهدافه ويجني اكبر قدر من الفائدة وفي مختلف الميادين التي اصبحت اكثر زخرفة وجاذبية للابصار المتجهة للالوان المتعددة حتى صارت كل هذه الالوان تمثل لها البهجة المنشودة والمرغوبة والمحببة للنفس جعلت من اللون الأحمر المعبر عن الخطر والاسود المقصود به الوقوف تماماً والتعمق في الرؤية للتأكد من سلامة الطريق التي يمر بها كل عابر وباستمرار وليس فقط عند ظلام الليل وتلبد السماء بالسحب وتوحل الارض من جراء هطول الامطار فما عادت لهذه الالوان المعبرة عن اخذ الحذر والحيطة أي اكتراث كلاً ينشد هواه والهوى غلاب. استطاعت التكنولوجيا الحديثة والتأثيرات عن طريقها وبواسطة قنواتها المتعددة ان تسيطر تماماً على عقول البشرية ليكون كل فرد فيها يرى حقيقة الاشياء وفق مفاهيمه واهدافه واحتياجاته هو وليس كما ينبغي ان تكون متدرجة تحت الواقع الذي ينبغي ان يطبق تتجسد فيه ثقافة وعادات وتقاليد وأعراف المجتمع الذي يعيش فيه الفرد. اننا نتأسف على قيم وأعراف اندثرت من مجتمعنا لا بفضل التقدم الحضاري او التكنولوجيا وحده وانما بسبب أن من كان يؤمن بها تخلى عنها مدعياً تقادمها وعلى ذلك لابد من ان تزال من الواقع الذي نعيشه فالتسامح والمحبة والتقرب للبشر غداً المتغطرسون يسمونه رجعية أو تحرشاً فيه خدش للانسانية تجعل من هؤلاء الناس قد يصابون بردات فعل وصدمات نفسية تؤثر عليهم طوال حياتهم. لنوقف اللهث والصراع على كل ما لا يعنينا ولا يهمنا ولا تستفيد منه عقولنا وشعبنا بل ومجتمعنا وأخيراً فلذات قلوبنا ولنتطلع الى السمو والرفعة والمكانة الخالدة باتباع ديننا الحنيف والذي هو دين خلقه الله وأوجده ليسود الدنيا ويتسيدها وحتى ينهيها الله ويزيلها.