تواصلت جهود رجال الكشافة في اليوم الثاني على التوالي في أغاثه الملهوف وإعادة المفقود ورسم الابتسامة على محيا حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى ، متدرعين باصرار وعزيمة ورغبة الشباب الطموح الباحث عن رضا ربه ، وتجسد العمل التطوعي ، وتساوت الجنسيات والألوان أمامهم ، فتارة يحمل الكشافة السعودي على ظهره عفش الهندي ، ويدفع كرسي المعاق الاندونيسي كل الجنسيات لديهم سواء ، قوبلت جهودهم بالرضا ، وكوفؤ بالدعوات والشكر والعرفان ، قلوبا خفقت قبل الوصول إليهم ، ودموع زرفت على أثر ضياع ، لكنهم مسحوا دمعة الولهان ، وساهموا في تضميد الجراح ، مركزهم خلية نحل لا تهدأ ، استقبال الحجاج بالود والترحاب وتحمل مشقة ايصاله كل لذويه ، أهم مهامهم ، استخدموا كل الوسائل الممكنة ، من كرسي المعاق إلى تقنية الأقمار الصناعية ، بالأمس رسم القائد عبدالباسط جمعة من محافظة جدة مساعد قائد لجنة المسح والارشاد قصة الوفاء وجسد الامانه في الإنسان السعودي عندما أحضر أحد الحجاج حقيبة تعود للحاج الاندونيسي رسلان أحمد رشدي والذي تجاوز السبعين من عمره وجدها أحد الكشافة أمام كاونترات الارشاد ، فتولي ايصالها إلى مقر البعثة الاندونيسية في منطقة اللسان في الشعبيين بمنى، فقام المسئولين بالبحث عن الحاج في مقر سكنه فلم يجده وأدركوا انه من أعداد التائهين ، فتسلمت البعثة الحقيبة بما احتوت من مبالغ مالية بالعملة الاندونيسية والسعودية وكميات من العلاجات الطبية وجواز السفر وتذاكر السفر وبعض الأدوات والأوراق الخاصة ، وهم في حالة ذهول ، وعند العودة إلى المركز الكشفي انتظر حتى المساء وإذا بالرجل يحضر إلى المركز الكشفي تائهاً ، وعند أخذ بيانات تبين أنه هو ، فقام القائد بايصاله مرة أخرى إلى مقر البعثة فقوبل بحفاوة كبيرة وأصر المسؤولون على تكريمه على شرف رئيس البعثة وأعضاء السفارة الاندونيسية إلا أنه اعتذر نظراً لارتباطه بمهام الارشاد ، معبراً عن فخره واعتزازه بما يقدمه من خدمة لحجاج بيت الله الحرام. ومن جانبة قدم رئيس البعثة الامنية لاندونيسيا أزهري الدين جميل شكره وتقديره للكشافة السعودية ، مؤكداً أن ما يقدمونه عمل جليل وثوابه كبير ، مشيراً إلى أن البعثة الاندونيسية تعمل على التواصل معهم دائماً.